مونيكا غبريس- اخصائية بشرة PME

اصبحت كلمة بوتوكس او فيلر من الكلمات الاكثر تداولاً في الآونة الأخيرة. وقد نلاحظ بأن العلاجات التجميلية غير الجراحية لمكافحة علامات الشيخوخة والتجاعيد من الموضوعات الاكثر انتشاراً. على سبيل المثال: حقن البوتوكس (الاسم التجاري للمادة المعروفة بالتوكسين بوتيلينيوم). يستخدم البوتوكس لغرضين اساسيين: الغرض الاول هو الطبي العلاجي لحل مشاكل طبية، مثل الصداع النصفي، التعرق الزائد وغيرها. والغرض الثاني هو التجميلي، لإخفاء التجاعيد وعلامات تقدم السن. يعمل البوتوكس عن طريق إضعاف وتقليل انقباضات العضلات ما يؤدي لضعف الخلايا العصبية ما يسبب في إرخاء العضلات المسؤولة عن ظهور التجاعيد. وبالتالي يمنع الحركات التعبيرية خاصةً في الجزء العلوي من الوجه. (يتم حقنه في الجبين، بين الحاجبين وجوانب زوايا العيون الخارجية) ما يجعل الخطوط اقل عمقاً ووضوحاً.

اما حقن الفيلر فهي عبارة عن مادة تستخدم للتعبئة تحت الجلد، وتستخدم لغرضين أساسيين: الغرض الأول هو إخفاء علامات التجاعيد والندبات (يتم حقنها خاصةً في الجزء السفلي للوجه لإخفاء تجاعيد محيط الشفتين والانف). والغرض الثاني هو تعبئة ونفخ مناطق محددة من الوجه مثل نفخ الشفاه او الخدود، تعبئة تجويف تحت العيون، والتعديل من ملامح الوجه غير المتوازية. من الجدير ذكره انه هناك عدة مواد تستخدم في حقن الفيلر بالوجه وذلك متعلق بالمنطقة المحقون فيها وغيرها من اسباب اخرى. لكن المادة الأكثر انتشارا وشيوعا في الاستخدام هي حمض الهيالورونيك. التي تدوم نتائجه حوالي الستة شهور. والنتيجة إخفاء التجاعيد ومظهراً أكثر شباباً.

جميعنا نعلم ان هذه العلاجات غالية الثمن، لا وبل قد نلاحظ كثرة الإفراط في اللجوء لها، ما أدى في بعض الأحيان الى سوء استخدامها. على الرغم انه ليس لدي أي مشكلة مع هذه العلاجات، لكني اعتقد انه بإمكاننا استخدامها عند الضرورة القسوة وعند الحاجة الماسة. فليس علينا استخدام هذه العلاجات لتكون بديلًا لتفادي أهمية دورنا في العناية بصحة البشرة والجلد بشكل عام. فمن الواضح ان ظهور علامات التجاعيد والشيخوخة قد تكون مشكلة لدى الغالبية. فلماذا لا نستبق العلاج الوقائي لتأخير من ظهور علامات التجاعيد في سن مبكر.  

في الحقيقة لا يمكننا ان نوقف الزمن، تشيخ بشرتنا مع تقدمنا بالسن. هذه الشيخوخة طبيعية للغاية ولا يمكننا منعها. هذا النوع يعرف بالشيخوخة الداخلية أو الزمنية. تحدث الشيخوخة الداخلية بفعل عوامل داخلية مثل الجينات والتقلبات الهرمونية التي تحدث في مراحل مختلفة من حياتنا. فمع تقدمنا بالسن، تبدأ البشرة بفقدان حجمها وتترهل وتتشكل تجاعيد وخطوط رفيعة وعميقة بسبب استنزاف الكولاجين والإيلاستِين بالجلد المسؤولان عن امتلاء حجم البشرة الفتية. 

والنوع الآخر من الشيخوخة يدعى بالشيخوخة الخارجية، أي الشيخوخة المبكرة (ظهور التجاعيد في سن مبكر). لكن يُسرني إخبارك بان هذا النوع من الشيخوخة يمكنك التحكم به والتأخير من قدومه. كيف؟ استمري بالقراءة! 

من المهم معرفته انه هناك عوامل خارجية بيئية (كالتعرض لأشعة الشمس وتلوث الجو) وانماط حياة متبعة سيئة (كسوء التغذية، قلة النوم، قلة شرب الماء، قلة الراحة والتوتر المستمر والتدخين) قد يؤدي الى شيخوخة الجلد المبكرة. 

ولكن ان حرصنا على حماية البشرة من العوامل الخارجية الضارة وعشنا نمط حياة صحي ومارسنا عادات صحية يومية، ستؤخر بقدر الامكان من ظهور التجاعيد الرفيعة في سن مبكر. من هنا سوف أشير لبعض العوامل الهامة التي تساعدنا في حماية البشرة من الشيخوخة المبكرة، لكن لمحدودية حجم المقال سوف اتطرق لأهمها. 

  1.  حماية البشرة من اشعة الشمس الضارة. التعرض المفرط لأشعة الشمس هو السبب الرئيسي لشيخوخة البشرة المبكرة التي تعرف بالتشيخ الضوئي. أشعة UVA هي المسؤولة عن ذلك في المقام الأول، بالإضافة الي ان الاشعة المرئية عالية الطاقة قد تسبب أيضًا الإجهاد التأكسدي الذي يدمر الحمض النووي الخلوي. ونتيجة لذلك، تبدأ التجاعيد بالتكون ويترهل الجلد وتتطور مشاكل التصبغ قبل أوانها. إن ضمان حماية البشرة بشكل صحيح طوال العام وعلى مدار فصول السنة مهم جدا. لان اشعة الشمس مضرة في الصيف كما وهي ضارة في الشتاء، بغض النظر عن درجة حرارة الطقس. لذا فاستخدام منتجات حماية من الشمس فائقة الفعالية منذ الصغر يمكنها أن تساعد في منع حدوث التشيخ الضوئي. لذا فان استخدام منتجات حماية من الشمس فائقة الفعالية (واقي الشمس ذو جودة عالية لحماية الجلد من اشعة UVA &UVB SPF 50) منذ الصغر قد يؤخر ويقلل من علامات الشيخوخة المبكرة وبالتالي يؤجل من احتياجك للالتحاق بعلاجات حقن البوتوكس والفيلر. فان واقي الشمس هو من اهم المنتجات للعناية بالبشرة. انصحك في المواظبة على استخدامه بشكل يومي في الشتاء كما في الصيف ايضا (أي على مدار فصول السنة). ومن المحبذ تجديده خلال ساعات النهار.
  1.  اتباع نمط حياة صحي. مما يشمل تبني ممارسات وعادات صحية. في الحقيقة مع عالمنا الحديث الحالي، يصعب علينا العيش في نمط حياة صحي الا إن كنا نختار ان نعيشه بقصدية. وسأذكر البعض منها: أولها، التغذية الصحية والابتعاد عن الاكل المشبع بالدهون والسكريات. ان الجلد بحاجة الى كم من الفيتامينات ومضادات للأكسدة للحفاظ على نضارته وعلى عملية تجديده بشكل طبيعي. فالتغذية الغنية بمضادات للأكسدة والفيتامينات المتنوعة مثل فيتامين A,C, E, B2, B6, Q10 تساعد الجلد ليس فقط في الحفاظ على نضارته وشبابه، بل على اصلاح الخلايا المتضررة من اشعة الشمس والعوامل الخارجية كما ذكرت سابقا.  بالإضافة الى الحصول على قسط كاف من النوم (لا يقل عن ٧ ساعات). أثناء النوم، يقوم الجسم بإنتاج هرمون النمو البشري HGH، ويساعد هذا الهرمون في تحفيز النمو وتكاثر الخلايا بما في ذلك خلايا الجلد. في حالة عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، فقد يقوم الجسم بإنتاج هرمون الكورتيزول والمعروف بهرمون الإجهاد، ويتسبب هذا الهرمون في إبطاء النمو وتقليل إنتاج الكولاجين، وبالتالي يعلي نسبة ظهور علامات التجاعيد المبكرة. امر إضافي لاتباع نمط حياة صحي، عليك أيضا تجنب التدخين بجميع اشكاله؛ مثل الدخان، النرجيلة، السجائر الالكترونية او حتى التعرض لدخان المدخنين بالقرب منك. الدخان يحتوي على جذور حرة وقد يسبب لإتلاف الكولاجين والايلاستين في البشرة مما يسرع من ظهور التجاعيد. كما أن النيكوتين الموجود في السجائر يسبب لانقباض الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الجلد، وبالتالي، لا تحصل البشرة على ما يكفيها من الأكسجين. كما ويتسبب النيكوتين في الحد من وصول العناصر الغذائية الهامة إلى الجلد. فان كانت هذه العادة مجرد عادة لهو، او أنك تتعرضين لدخان المدخنين بالقرب منك، فأنصحك بالابتعاد عنها لان لها اضرار بعيدة المدى ولها تأثير مباشر على الشيخوخة المبكرة. 

في النهاية اود تسليط الضوء على اهمية العناية بالبشرة يوميا منذ الصغر (من جيل المراهقة) لتأجيل بقدر الإمكان ظهور علامات الشيخوخة المبكرة. وهي عن طريق اتباع روتين يومي بالبيت، وعن طريق الجلسات المهنية في مراكز البشرة العلاجية. فلكل منها دور وتأثير على صحة البشرة وشبابها.  اتبعي روتين يومي يشمل غسول الوجه، مرطب، واقي شمس ومقشر لتحفيز وتجديد البشرة. والتزمي في جلسات العناية المهنية فقد تمنحي بشرتك من خلالها إمكانية الحصول على مواد فعالة بنسبة عالية وتقنيات حديثة تكنولوجية أخرى قد لا يمكنك الحصول عليها من خلال منتجات الروتين البيتي. مثل علاج بتقنية موجات الراديو الجزئية RF Fractional التي تقوم بتسخين عميق للأنسجة بطبقات الجلد وبالتالي تحفز على انتاج الكولاجين في الجلد، كما وتساهم في تجديد خلايا البشرة. فكليهما معاَ، يساهما في تأخير ظهور علامات الشيخوخة الزمنية والمبكرة.




    Instagram: monica_clinic_skincaresolution
    FB: Monica Gavris Advanced skincare
Monica Clinic- Skincare Solutions,  located at Bir-Ona.