مونيكا زيتونة
لم تكن يوما مشاهدة الأفلام إحدى هواياتي، ولكن منذ لقائي بزوجي، أصبحت مثله استمتع بمشاهدتها. وعلى الرغم من ذلك، فإنني لطالما كنت من أكثر المعجبات بشخصية انجلينا جولي. فهي امرأة لامعة، ومعروفة بإنسانيتها وأعمالها التطوعية في الأمم المتحدة لخدمة البشرية، ذلك بالإضافة إلى موهبتها السينمائية بالتمثيل، ولاحقا في الإخراج أيضاً.
لقد أخرجت جولي فيلمها الثاني في ديسمبر السنة الماضية (2014) باسم Unbroken. الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية لأحد الناجين من الأسرى في الحرب العالمية الثانية “لوي زامبيريني” (يقوم بدوره جاك أوكنيل) والذي توفي في العام الماضي 2014 عن عمر ال97 عاماً.
كان لوي أحد الرياضيّين المعروفين في أميركا، حين التحق بالجيش الأميركي في الحرب العالمية الثانية عام 1943، وعمل كواحد من قادة الطائرات التي تلقي المتفجرات على اليابان. كان على لوي يوما الذهاب مع فريق من الجنود في مهمة عسكرية حربية في المحيط الهادي ضد اليابانيين في جزيرة نورو. وخلال المعركة، ضُربت طائرته وسقطت في المحيط، وتوفي ثمانية أشخاص من بين أحد عشرة كانوا في الطائرة. لم يملك الناجون الثلاث العديد من الفرص للبقاء على قيد الحياة، فكان تشجيعهم لبعضهم البعض بالإيمان، وصيد السمك وبعض العوامل الطبيعية التي توفرت لهم، هي أساس صمودهم.
لقد كان لوي شخصا متفائلا ذو إرادة قوية وصعب الاستسلام. ووسط هذه الأزمة تعهد بتكريس حياته للرب في حال أنقذه الله من قلب المحيط. وبعد حوالي 47 يوما في وسط المحيط، بقي لوي على قيد الحياة هو وواحد فقط من رفاقه الجنود، حتى عثر عليهم جيش الأعداء من اليابانيين، وتم أسره في مخيمات العدو. وهناك ذاق بطل القصة مر العذاب طيلة فترة سجنه. وبقي لوي يتعذب لمدة سنتين، حتى هجمت القوات الأميركية ودمرت طوكيو وحررت أسراها، ومن بينهم لوي.
ينتهي الفيلم بمجموعة من الصور التي تُظهر لوي وهو عائد إلى عائلته بعد الحرب. حيث سلم حياته للرب وتزوج وأصبح لديه طفلين. وقد سعى لوي لتحقيق حلمه بعمر ال80 بالمشاركة في سباق الركض الاولمبي باليابان.
أنصحك عزيزتي بمشاهدة هذا الفيلم. فمن قصة حياة هذا الرجل الذي وبالرغم من كل التحديات لم يستسلم أبدا، إذ كان يملك قوة الإرادة والرغبة بعدم الانكسار والاستسلام للظروف. وبالرغم من العذاب الذي مر به، إلا انه لم يفقد الأمل والإيمان بتغيير الواقع، والإيمان بالنجاة! وما أبهرني أكثر من أي شيء آخر، انه لم يستغني أبدا عن تحقيق أحلامه حتى في عمر متقدم.
فمهما كان عمرك سيدتي، ومهما كانت أفكارك نحو نفسك بان الوقت قد تأخر، اسمحي لي أن أقدم لكِ قصة هذا الشخص الذي لم يسمح لأي عذر بان يقف أمام تحقيق حلمه.
” لا للانكسار ولا للاستسلام”.