بقلم رنا أبو فرحة.

طلبَ وجبة “ملوخية” على الإفطار، لمْ أتردد في تحضير طبقٍ سريع لِ “جود” صغيري ابن الثلاثة أعوام. لا أتردد في الاستجابة لطلبات صغيري من “ملوخية” على الإفطار، أو “جرّافة” جديدة، أو حتى قضاء وقت في مطعم مساءً.

كأم عاملة تختلط مشاعري ما بين الأمومة بمعاييرها والصحافة والتلفزيون بمبادئها! أعشق الاثنين والتوفيق بينهما صعب أحياناً فلا بد أن يكون يوماً على حساب آخر.

أنا وزوجي نعمل في الإعلام وهي المهنة التي جمعتنا قبل عشرة أعوام، عمري ٣٢ وزوجي شيراز ٣٧ عاما، ابنتنا البكر “نايا” ٨ أعوام، وصغيرنا “جود” ٣ أعوام، وهو من نعتبره جوداً من الرب حيث ترافقت ظروف الحمل به وولادته بمحنة مرض زوجي بالسرطان والشفاء منه بحمد الله.

أعمل كمقدمة برامج تلفزيونية في فضائية معاً الفلسطينية في بيت لحم، لدي برنامجي الخاص الاجتماعي والثقافي، أستمتع بأقصى درجات الوصف والتعبير بعملي، نعم أنا لا أعمل إلا لأحقق ذاتي ورؤيتي وتطلعاتي، وأؤمن بامتلاكي رسالة اعمل دائماً على إيصالها من خلال برنامجي اليومي على التلفزيون.

يشاهدني أطفالي على الشاشة، و”جود” دائما ما يركض باتجاه التلفزيون طالباً ماما! وأتعمد أحياناً مشاهدة حلقة الإعادة معهم، وهنا تتضارب الضحكات بمحاولات الإقناع بأن ماما هنا, أنت في حضنها وهي أيضاً داخل الشاشة.

مهامٌ عديدة يتوجب على الأم العاملة إنجازها. الاستيقاظ باكراً للتأسيس ليومٍ ناجح لي ولأطفالي من أكبر التحديات، تحضير وجبة إفطار مع كوب دافئ من العواطف الجياشة وأنا اعرف أنها محاولات تعويض عن غيابي حتى مساء كل يوم! وكثيراً ما أشعر بالتعب وأرغب بالتوقف لكن سرعان ما استيقظ مجدداً ليومٍ آخر يحمل عزيمة ورسالة أخرى أؤمن بها.

أعشق شعور الأمومة واعشق لحظات احتضان أطفالي عند عودتي إلى بيتي الدافئ، ولا اعتقد أن ظروف حياتي بتفاصيلها يمكن أن تكون أجمل، نحن الأربعة، أنا وزوجي وأطفالي وشاشة التلفزيون لا يمكن تقسيمنا، تفاصيل حياتية ملونة بقالب حلوى نتناول جزءاً منه يومياً.