بقلم مونيكا غبريس- اخصائية بشرة PME

 

كل سيدة وصبية  تسعى دوماً إلى التمتع ببشرة نضرة، وصحية وحيوية. إن نضارة البشرة وحيويتها هي العامل الأول الذي يظهر جمال الوجه ويعطي مظهر جذاب ومشرق، كما ويعكس الانطباع الرئيسي بالشباب والحيوية بغض النظر عن العمر الحقيقي للسيدة.  فمهما استخدمتِ مستحضرات تجميل، واكسسوار وتنسيق ألوان ملابسك وغيرها، فلن يكون ذلك كافياً إذا كانت بشرتك غير نضرة وباهتة.

العناية والوقاية المبكرة

من المهم معرفة أنه مع التقدّم في السّن، يُصاب الجلد بتغيّرات واضحة وهذا أمر طبيعي، وهنالك بعض العوامل الخارجية والداخلية قد تؤدي إلى تسريع هذه التغيّرات وهذا ما يُعرف بشيخوخة البشرة، ومنها العوامل الوراثية، والعوامل البيولوجية الداخلية التي من أهمها التغيرات الهرمونية، وأيضاً العوامل الخارجية  التي نتعرض لها مثل أشعة الشمس والتلوث الجوي والجذور الحرة(Free Radicals)، بالإضافة الى إهمال العناية بالبشرة بدءاً من سن العشرينات. لأن الآلية البيولوجية تبقى هي نفسها عند الجميع، فبعد عمر الثلاثين يتباطأ تجدد خلايا البشرة وترتخي أنسجة الكولاجين والالستين، مما يؤدي الى بداية ظهور بعض الخطوط الرقيقة وأول التجاعيد. وفي سن الأربعينات  يستمر تدهور الجلد، إذ تميل البشرة للجفاف وتصاب بالمزيد من التجاعيد حول العينين والفم، وتبدأ البشرة المحيطة بالعينين والخدين بالترهل. وفي الخمسينات من العمر، جزء من الدهن الموجود في الطبقات الداخلية للبشرة يتضاءل مع مرور الوقت وينزاح بفعل الجاذبية. كما وتتضاءل الكتلة العظمية، مما يؤدي إلى تراجع في كتلة العظام. ونتيجة ذلك، يضعف الوجه ويفقد حجمه. كما وتتصلب عضلات الوجه وتنكمش بفعل الانقباضات المتكررة، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد العميقة في الجبين، وحول الشفتين والعينين والرقبة.

لذا الوقاية المبكرة في سن العشرينات هي سر الحفاظ على بشرة شابة في الخمسينات حين يكون خداك لا يزالان يتوهجان شباباً. وإذا كنت في الثلاثينات يمكنك استخدام بعض العلاجات لمكافحة العلامات المبكرة للشيخوخة. ومع مرور الأيام، يصبح عليك إضافة المزيد من العلاجات الخاصة بعلامات الشيخوخة المتقدمة.

نمط حياة

الاهتمام ببشرتك ليس صعبا ولا يشكل أي عبء أو مجهود وتركيز زائد، إن  اتبعتي روتين ونظام يومي للعناية بالبشرة. فتصبح عاداتك وسلوكياتك المعتادة إلى نمط حياة صحي.  وستجدي ان مظهرك دائم الحيوية والشباب. فإن نمط الحياة الصحي يمنح الجسم داخلياً بالصحة والبشرة خارجياً بالنضارة والجمال. لذلك ابتعدي عن الأضرار الصحية مثل التدخين، السهر القلق والتوتر النفسي. واحرصي على ممارسة الرياضة، تناول المياه بكميات كافية  وتناول الطعام الصحي. ولاحظي ايضا توازن هرموناتك.

اتباع الروتين اليومي بحسب نوع بشرتك

لبناء روتين للعناية ببشرة الوجه من المهم أولاً تشخيص نوعية البشرة. في حال استخدمنا مواد أو مستحضرات لا تلائم نوعية جلدنا، فإننا قد نفاقم من الظواهر والأعراض التي قد تعاني منها بشرتنا، أو قد نسبب بضررها بدل من المحافظة عليها، فإن اتبعتِ الخمس خطوات التالية البسيطة يومياً تضمنين صحة بشرتك.

  1. غسل الوجه: يبدأ الروتين اليومي بتنظيف البشرة بغسول الوجه. ينصح غسل الوجه بين مرة الى مرتين باليوم بغسول الوجه دون صابون، مناسب لنوع بشرتك وذو الرقم الهيدروجيني 5.5=PH. للأشخاص ذوي البشرة الدهنية جدا أو لمن تستخدم المكياج خلال النهار، ينصح بغسل الوجه أيضا قبل النوم والتأكد من ازالة المكياج كلياَ. حتى بعد القيام بنشاط رياضي ينصح ايضاَ بغسل الوجه، فالعرق قد يسد المسام ويسبب حب الشباب أو يفاقم من وجودها.
  2. تطهير البشرة بمساعدة التونر: التونر هو عبارة عن سائل خفيف يعمل على قبض المسام الواسعة وإنعاش ملمس البشرة وإزالة جميع الأتربة وبقايا المكياج والملوثات الأخرى التي لن يزيلها غسول الوجه. لا يُستخدم التونر كبديل لمنظف الوجه، بل يوضع على البشرة بعد غسلها حتى تستعيد نعومتها وتوازنها الطبيعي (5.5=PH). فإن كنت صاحبة بشرة جافة، استخدمي تونر خالي من الكحول ذو مركبات مرطبة للبشرة. وإن كانت بشرتك دهنية، اختاري تونر بمكونات منعشة وتساعد على تعديل حموضة البشرة مثل الألفا هيدروكسين (AHAs) وحمض الساليسيليك (Salicylic Acid).
  3. ترطيب البشرة بانتظام: من المهم أن نفهم أن كريم الترطيب لا يرطب البشرة! ولكن استعمال المرطب المناسب لنوع بشرتك يساهم في المحافظة على مستوى المياه الطبيعي داخل الجلد ويمنع جفافها ويحافظ على ليونتها وحيويتها. لذا ينصح وضع كريم الترطيب في كل صباح وبشكل يومي بعد تنظيف الوجه. ومن المفضل استخدام كريمات الترطيب التي تحتوي على مضادات للأكسدة التي تحارب أضرار الجذور الحرة (Free Radicals) التي هي عامل رئيسي في ظهور التجاعيد المبكرة.
  4. الوقاية من الشمس: أيا كان الموسم، فيجب استخدام الكريم الواقي من الشمس بصورة منتظمة عند الخروج من المنزل نهاراً على مدار السنة. التعرض لأشعة الشمس بدون حماية يزيد من ظهور التصبغات والتجاعيد على البشرة وغيرها من الأضرار. اختاري دوماً كريم واقي من الشمس بمعامل حماية لا يقل عن 30 SPF ويشمل حماية من الأشعة الفوق بنفسجية من نوعي UVA و UVB.
  5. استخدام مستحضرات التقشير ليلاً: استخدام المقشر أمر أساسي في العناية بالبشرة، ولكن يجب استخدام مقشر فعال ولطيف في نفس الوقت. يفضل استخدام المقشرات المصنفة أنها مقاومة للتأكسد ومحفزة على انتاج الكولاجين، مجددة للخلايا ومعززة بمواد مرطبة والتي تفتح التصبغات والبقع الداكنة. يستخدم مقشر البشرة ليلاً مرة أو مرتين على الأكثر اسبوعياً بحسب نوع وحالة بشرتك.

في النهاية أود أن الفت انتباهك الى أن نوعية البشرة وحالتها قد تتغير مع تقدم السن وتتأثر بمواسم وفصول السنة. فاحرصي دائما على اختيار المستحضرات المناسبة لنوع وحالة بشرتك، زواظبي على نمط حياة صحي، واتبعي الروتين اليومي لضمان نضارة بشرتك وصحتها، وتذكري أنه لم يفت الاوان بعد لبدء التغيير والعناية ببشرتك!

فيسبوك: Monica Gavris-Advanced Skin Care