بقلم ماري صالح

مع انغماس الناس وبالأخص الأطفال بعالم التكنولوجيا الحديثة، من الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية وأجهزة الحاسوب، بالإضافة الى العاب الفيديو مثل البلاي ستيشن والاكس بوكس، التي باتت كإدمان وأثقلت على كاهلنا لمحاربة هذه الظاهرة المتفشية بين أطفالنا الذين يريدون مُجارات العصر، لكنهم سقطوا دون علمهم ضحايا ادمان هذه الأجهزة، حتى بتنا نشتهي رؤية الاولاد يلعبون بألعابهم المكومة في الصناديق في غرفهم. وبعد انتشار الوعي لأخطار هذه الأجهزة على صحة الانسان ان كان من ناحية الاضرار الجسمانية كالضغط، وتقوس الرقبة، والظهر الذي يتسبب بتكون التكلُس وديسكات الرقبة والظهر مع تقدم العمر، هذا بالإضافة الى الاضرار الجسيمة التي يسببها لخلايا الدماغ بالأخص لدى الاطفال ويؤثر سلبيا على نموهم الصحي.

لقد واجهت هذه المشكلة مع أولادي، أبناء الستة والثمانية سنوات، حيث اعتدت في السنوات السابقة في بداية طفولتهم على قضاء الوقت معهم في صنع الاشغال اليدوية والفعاليات التي تناسب جيلهم، لكني لاحظت صعوبة المحافظة على هذه العادة المفيدة والمهمة لبناء وتطوير نموهم الصحي كلما كبروا أكثر وازداد تعرضهم للعالم الخارجي والضغط الجماعي من قِبل رفاقهم الذين لا ينفكون عن الحديث عن هذه الألعاب. فوجدت نفسي عاجزة عن منعهم أو حتى ضبطهم، حتى وجدت الحل بتحديد أيام معينة خلال الاسبوع يُسمح لهم باللعب لمدة ساعة واحدة وبالمقابل عليهم بعد اللعب القيام “بعمل مفيد” كقراءة قصة، أو تلوين صورة، أو حل أوراق عمل وغيرها.

بعد النجاح بإعادة السيطرة على زمام الأمور، كان علي أن أجد طرق جديدة تستقطب اهتمام أولادي بعد ان فقدوا اهتمامهم بالأشغال اليدوية، لا سيما مع اقتراب العطلة الصيفية التي تتيح للأولاد وقت فراغ كبير وعلينا كأهل أن نهتم بملء بعض من هذا الوقت بأمور مفيدة. لذلك قررت استخدام هذه التكنولوجيا بطريقة إيجابية، فهي سلاح ذو حدين ويمكننا كأهل ان نقوم بتوجيه اولادنا لاستخدام الجانب الايجابي منها ليتعلموا ويستفيدوا، ونصيحتي لكم كأهل أن تقوموا بكشف هذا الجانب لأبنائكم أيضا، فعندما يسألونكم سؤال معين دعوهم يكتشفون الاجابة من خلال البحث على موقع جوجل أو مشاهدة فيديو على موقع يوتيوب. كما وأنصح الامهات بالبحث عن مواضيع وفعاليات تستقطب انتباه أولادها بحسب جيلهم وميولهم.

من خلال هذه الزاوية بمجلة آنية بيده، سأقوم بشرح عدة تجارب قمت بتنفيذ بعضها مع أولادي والبقية سنقوم بعملها لاحقا حيث اتفقت معهم بالقيام بتجارب عملية مرتين بالأسبوع لنقضي وقتا ممتعا معا وايضا ليتعلموا امورا جديدة ومشوقة، وقد نالت هذه الفكرة اعجابهم وهم يطوقون للقيام بجميع التجارب.

 

 

التجربة الأولى

الأدوات: بالون عدد 2، دبابيس مكتب.

الطريقة: انفخي البالون، وضعيها فوق مسمار واحدـ سترين أن البالون سوف ينفجر. الآن قومي بنفخ بالون آخر، ضعي الكثير من الدبابيس، ثم ضعي البالون فوقهم (ممكن شك الدبابيس بقطعة اسفنج رقيقة لتبقى الدبابيس متماسكة). ستلاحظين انه لن يحدث شيء للبالون، لأن الضغط متساوي على جميع الدبابيس وليس كما المرة السابقة على دبوس واحد (لكن إن قمتِ بالضغط الشديد على البالون فسوف ينفجر).

التجربة الثانية

الأدوات: بالون، زجاجة بلاستكية فارغة، بيكربونات الصوديوم، خل ابيض، قمع.

الطريقة: ضعي بيكربونات الصوديوم داخل البالون باستخدام القمع، ثم اسكبي الخل الأبيض داخل الزجاجة وثبتي فوهة البالون على الزجاجة، وأخيراً اسمحي لبيكربونات الصوديوم بالنزول داخل الزجاجة. راقبي التفاعل الذي سيحدث وكيف خروج ثاني اوكسيد الكاربون نتيجة التفاعل سيؤدي الى نفخ البالون.

 

التجربة الثالثة

الأدوات: بالون عدد2، شمعة، ماء.

الطريقة: أشعلي الشمعة، انفخي البالون واجعلها قريبة من الشمعة، سترين ان البالون قد انفجرت. الآن قومي بنفخ البالون الثاني ولكن هذه المرة إملاءيه بالماء قبل نفخه وأقفليه بإحكام، اجعلي البالون قريب من الشمعة، ماذا سيحدث للبالون؟ لم يحدث شيء لأن الماء جعل البالون بارد فلم ينفجر.

 

التجربة الرابعة

الأدوات: كوب زجاجي، بعض الماء، وقطعة من الورق.

الطريقة: املأ الكوب الزجاجي الى حافته بالماء، ضعي الورقة على فوهة الكوب الزجاجي،

ضعي احدى اليدين على الورقة بقوةـ وامسكي بقاعدة الكوب باليد الأخرى، اقلبي الكوب بحيث تصبح اليد الملامسة للورقة الى أسفل، واسحبي اليد من تحت الورقة بحذر. ستلاحظين عدم انسكاب الماء والتصاق الورقة بفوهة الكأس، والسبب في عدم انسكاب الماء من الكوب هو أن القوة الناشئة عن الضغط الجوي (ضغط الجو خارج الكأس) أكبر من القوة الناشئة عن ضغط السائل داخل الكأس.

أتمنى لكم عطلة صيفية سعيدة ومثمرة