بقلم أميرة فرهود

بطلة قصتنا في هذا العدد هي أم ومُحاربة ومؤمنة شرسة، أبت أن ترضخ للأمر الواقع أو أن تستسلم، صدّقت الإله الشافي وتمسكت بوعوده وبقلبه الحنون، حتى أُقيم ابنها من بين الأموات حرفياً. أنتِ على موعد الآن مع قصة وامرأة ستُغيّر حياتك.

جويس سميث، هي امرأة أمريكية مؤمنة، كرّست حياتها لخدمة ملكوت الله، خلال رحلة للخدمة إلى غواتيمالا مع زوجها، قام الثنائي بتبني ابنهم جون وهو طفل رضيع.كبر جون ليصبح مراهقاً ذو 14 عاماً، متمرداً، ويُصارع في موضوع هويته، ويُفضّل موسيقاه الخاصة ودائرة أصدقائه على أهله وقضاء الوقت معهم، الأمر الذي كان يُزعجهم كثيراً.

في كانون الثاني من عام 2015، سقط جون مع اثنان من أصدقائه أثناء لهوهم في بحيرة متجمدة في سانت تشارلز بولاية ميزوري، بقي جون داخل البحيرة المتجمدة لمدة 15 دقيقة، إلى أن أسعفه رجل إطفاء وقام بنقله إلى المستشفى بدون نبض في قلبه.

“مات جون”أعلن الأطباء لجويس أن ابنها قد مات منذ 45 دقيقة!! اقترب منها الأطباء وأخبروها أن بإمكانها الدخول عند ابنها لتوديعه! تقول جويس أنها وقفت بجانب جسد ابنها، ولمست قدمه، الجزء الوحيد من جسمه الذي كان مكشوفاً، فكانت باردة ورمادية. عندها بدأت تُصلي بصوت عالِ ويائس، وصرخت من قلبها للإله الذي تؤمن بأنه سامع الصلاة يُدعى، وطلبت منه أن يُقيم ابنها وحيدها، قائلة: “الروح القدس، تعال وأعد لي ابني.”

عاد النبض والحياة لقلب جون، ولكن الأطباء أكدوا لها بأنه لن يعيش حتى اليوم التالي، وحتى لو عاش فلن يعيش بشكل طبيعي أبداً وأن فرصته في النجاة ضئيلة، فمستوى الأكسجين في دمه كانت منخفضة، وقال الأطباء أنه سيكون لديه تلف في الدماغ، وتورم في المخ بالإضافة إلى تعرّضه لنوبات صرع والتهابات في الرئة. طلبت جويس من الأطباء أن لا يقولوا أي شيء سلبي في غرفة ابنها، وأن يبذلوا بدورهم قصارى جهدهم، وأن يتركوا الباقي لله!

تحدّت جويس الجميع، الأطباء والعلم وحتى الأهل والأصدقاء الذين كان لديهم شك كبير بأن ينجو ابنها، تمسّكت بوعد الله ورفضت جويس الاستسلام، إيمانها الثابت ألهم جميع من حولها لمواصلة الصلاة من أجل استعادة جون، حتى في وجه كل تقرير طبي وعلمي شكك بنجاة الفتى.

تجمّع الأصدقاء في المستشفى للصلاة من أجل جون، وانتشرت قصته سريعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، كان الناس من جميع أنحاء العالم يُصلّون بقلب واحد من أجله.

حتى فعلاً وحقيقة استعاد جون عافيته، وحصل شفائه التام في فترة زمنية قياسية،ووقف على قدميه ثابتاً وداحضاً كل الشكوك وممجداً اسم الإله الذي آمنت فيه والدته وتمسكت به.

يقول الطبيب الذي كان يعمل في غرفة الطوارئ في اليوم الذي أُحضر فيه جون إلى المستشفى: “بعد أن جاء هذا الفتى إلى المستشفى من دون حياة في جسده، شًفي تماماً، ليس لديه أي نوبات أو عجز عصبي، أو أي شيء من الأشياء المُتوقع حدوثها في مثل هذه الحالات، إنه نفس الفتى الذي كان من قبل.” لم يكن لدى الأطباء نفسهم تفسير طبي لما حدث، فقد كانت حالة جون مُعجزة تماماً.

جون الآن شاباً، ويحلم بأن يُصبح قساً ويخدم الله الذي منحه فرصة ثانية في الحياة، وأن يُمجدّه من خلال حياته.

كتبت جويس قصتها في كتاب يحمل اسم ” The Miraculous true story of a Mather’s faith and her child’s Resurrection ” ثمّ تم تحويل قصتها إلى فيلم سينمائي يحمل اسم “Breakthrough”، ليُذكرنا بأن الإيمان يُمكن أن يخلق جبلاً من الأمل، وأحياناً مُعجزة!