صوت رجل

صوت القس حنا كتناشو

يتحاشى الكثير من أتباع المسيح الاحتفالات فلا يلاحظون كثرة الاحتفالات في كلمة الله. نلاحظ أن أسفار موسى الخمسة متجذرة في فكرة الرزنامة المقدسة. ففي كل أسبوع يحتفل المؤمنون بالله الواحد يوم السبت ليؤكدوا أن الراحة الحقيقية في يد الله. وليجعلوا السبت العدسة التي يرون من خلالها باقي الأسبوع. ففي يوم السبت نُعيد تقييم حياتنا وعملنا في ضوء علاقتنا بالله. ولقد برز الاحتفال في العهد القديم في مواسم السنة المختلفة. فنرى مؤمني العهد القديم يحتفلون بعيد الفصح حين أخرجهم الله من مصر بيد قوية. ويحتفلون بعيد الأسابيع وأيضا بعيد المظال. ثلاثة أعياد في السنة يأتون بها إلى أورشليم ليحتفلوا بإحسانات الله.

ولم يتوقف مؤمنو العهد الجديد عن الاحتفال إذ احتفلوا بمجيء المخلص وفرحت السماء والأرض وترنمت الملائكة. واحتفلوا بالقيامة المجيدة وبحلول الروح القدس حتى صاروا مثل السكارى. واحتفلت الكنيسة بمعجزات الله وإحساناته الكثيرة. وفي الواقع يبدأ الكتاب المقدس بعرس يحتفل فيه الله بالبشر ويحتفل فيه آدم بعروسه حواء وينشد الأشعار الغرامية وينتهي الكتاب المقدس باحتفال مهيب وبعشاء عرس الخروف.

ولم تتوقف الكنيسة عن الاحتفالات برجال ونساء عبر التاريخ تمسكوا بالحق ودافعوا عنه. تارة كتبوا لنا قوانين الإيمان وتارة استشهدوا في سبيل المسيح. وتحتفل الكنيسة بالعشاء الرباني وبالمعمودية وبخاطئ واحد يتوب. وتحتفل بالأعراس والأفراح. إذا ليس السؤال عن امكانية الاحتفال بل عن كيفية الاحتفال.

وسأعطي بعض الملاحظات المتعلقة بكيفية الاحتفال. أولا، يحذرنا الكتاب المقدس من الخطيئة. فيجب ألا نحتفل بأي طريقة تقودنا إلى الخطيئة ضد الله أو ضد الإنسان، أيّاً كان. ثانيا، يعلمنا الكتاب المقدس أن جسدنا هيكلٌ للروح القدس فيجب ألا يضر احتفالنا بهيكل الله أو يهينه أو يستخف بقداسته. فلا حاجة إلى البطر والسكر والأكل المضر بكل أنواعه. ثالثا، يجب أن يكون احتفالنا حكيما فلا نصرف الطاقة في المكان الخطأ ونجلب العار والمشاكل على أنفسنا وعلى أحبائنا.

أضف إلى ما سبق، ثمة ملاحظات تجعل الاحتفال بركة مضاعفة. أولا، لنصلي في كل شيء ونطلب حكمة الله وحضوره حتى في احتفالنا بأصغر الأمور. ثانيا، لنقدم الشكر لله أولا. فمنه وبه وله كل الأشياء وهو صاحب المجد الأسمى. ثالثا، لنجعل الاحتفال عادة مستمرة في حياتنا ونتدرب على حياة الاحتفال بطهارة ولمجد الله. رابعا، ليكون معنا يسوع في كل احتفال فحضوره يحول الماء إلى خمر ويجعل فرحنا شهادة لحضوره. أخيرا، احتفل بالله أولا وبأسرتك وبكنيستك وبصحتك وبمواهبك وبالفرص المُتاحة أمامك وبالحماية المزودة لك واحتفل بأن اسمك قد كُتب في سفر الحياة وأن حياتك مضمونة في المسيح. اضحك ضحكة مقدسة مخصصة لله واجعل الملائكة ترى ابتسامات القداسة. وصفق وأقفر واهتف ففرح الرب هو قوتك.