بقلم ميرنا جورجي

قبل ولادة ابني البكر اجتهدت لدراسة أساليب التربية الصحيحة والسليمة. لكن بعد ولادة ابني اكتشفت أن جزءاً مما كُتِب يمكن تطبيقه، وأما الجزء الآخر يبدو قريبا من الخيال. فمهما حاولتِ جاهدة، لا يمكنك التحكم بمغص رضيعك لتطبّقي برنامج نومه ونظام حياته بنجاح.

الخطوة الأولى حتى يكون بمقدورك تجاوز أخطائك ،عليك أن تسمحي لنفسك بالتعلم والاكتشاف .ما هو الأنسب، وأن تغفري لنفسك إن أخطأتِ.كأم حديثة، سمعت الكثير من النصائح التي مارسنها أخريات، فحصت هذه النصائح أمام مبادئي الشخصية والكتابية ولم أتردد بسؤال مَن شعرت أنهن قدوة لي في التربية، أو فحص مراجع مسيحية أو تربوية موثوقة.

الخطوة الثانية هي الاعتراف أمام الاخرين، أو امام نفسك على الأقل، ان أسلوبك السابق لم يكن هو الأنسب في مجال التربية ولا يمكن تعميمه.

إن احتياج جميع الاطفال هو واحد، فجميعهم يحتاج الى حب غير مشروط، وقبول دائم، ووضع الحدود، والاهتمام، وتسديد الاحتياجات الجسدية، وتقويم السلوك، إلخ… إلا أننا كأهل علينا أن نتعامل مع الاطفال بأساليب مختلفة، فلكل طفل ميزاته واحتياجاته. وهنا أريد تحذيرك أيتها الأم أن لا تقعي في فخ المقارنة والانتقاد، فإن لم تُعامل إحدى الأمهات أطفالها كما تعاملين أطفالك، فهذا لا يعني بالضرورة ان أسلوبها خاطئ، وإن بدت لنا بعض الأمور ، خاطئة قد تكون هي الأنسب لهذا الطفل في هذه اللحظة. فلو رأت احدى الامهات العبرانيات او المصريات ان يوكابد تضع رضيعها موسى في سفط في النهر لاعتقدوا انها مجنونة وستقتل ابنها، لكنها علمت وعملت الافضل لابنها.

الخطوة الثالثة لتخطي أخطائك هي الصلاة، فإن لم تبدئي بالصلاة لأطفالك قبل ولادتهم، ادعوك للبدء بالصلاة لهم الآن مهما بلغوا من عمر، صلّ لأجل تجنب المشاكل والسلوكيات الخاطئة، ولأجل حكمة سماوية لتربيتهم حسب الفضائل المسيحية، ولكي تتغيري انت.

نعم، جزء رئيسي من تربيتنا لأولادنا هو ما يلتقطونه من سلوكنا وليس من إرشاداتنا وتعليماتنا ونصائحنا ، لذلك عليك العمل على التخلص من طباعك السيئة، والاجتهاد لتكوني قدوة حسنة ليقتدوا بها.

الخطوة الرابعة، ذكّري نفسك ان الاطفال أمانة وعطية من الله وعليك السعي الدائم لتقديم الافضل لهم. تدربي أن تغفري أخطائهم، ضعي آية كتابية تذكرك بأنهم نعمة وعطية صالحة، أو لتشجعك أن تجمعي الألعاب، أو تنظفي الموائد دون تذمّر أو صراخ، فمن صفات المرأة الفاضلة أنها “تشتغل بيدين راضيتين” (امثال31: 13). تذكري أنك انسان غير معصوم عن الخطأ لكن عليك السعي للتمتع بثمار الروح (غلاطية5: 22-23)، وأن الطفولة هي موسم سينتهي يوماً.