ما هو الألم الذي تمرين فيه الآن؟ أهو ضيق مادي؟ موت؟ مرض؟ فقدان؟ صعوبة في التعامل مع أطفالك؟ عدم تقدير من حولك لكِ؟ تعالي معنا لنقرأ قصة هذا الرجل الشجاع، الذي تعلّم كيف يواجه تحدي وضيق لازمه منذ الطفولة، وسيبقى معه دائماً.

Nick Vujicic هو رجل استرالي في ال33 من عمره، خُلق من دون أطراف، وحجمه بحجم طفل صغير. حالة طبية نادرة من الصعب جداً أن تقابليها في حياتك، ولا يوجد توصيف طبي متفق عليه علمياً لها، حالة لا تتحوّل عادة إلى قصة كفاح ونجاح وإشراق، لكن Nick Vujicic فعل ذلك بسبب إصراره، وبسبب أسرة مبتسمة في وجه الحياة مهما بدا الواقع قبيحاً.

كم من المرات استهترنا بروتيننا اليومي، ومللنا منه؟ كم من مرة غسلتي أسنانكِ في الصباح بدون أن تشعري بأي امتنان لامتلاكك المقدرة على فعل ذلك. Nick Vujicic شعر بأنه أسعد كائن في الوجود في الصباح الذي استطاع أن يفعل هذه العادة بمفرده، لم يتوقف الأمر عند غسيل الأسنان؛ بل انتقل بالتبعية إلى تفاصيل الحياة الأخرى خطوة خطوة، أمل بأمل: غسيل الوجه، والاستحمام، وارتداء الملابس، وتناول جرعات الدواء، وتناول الطعام، واستعمال التليفون، والسباحة، والذهاب إلى المدرسة، والتنزه، والْتقاط الأشياء بأسنانه، وركل الكرة، وقبل كل ذلك الابتسامة.

هو الذي قال إنه سعيد ويُحب الحياة، وتحدّى إعاقته وتحدى العالم، ليُثبت لنا جميعا انه لا يوجد ما يسمى بالفشل والسقوط.

فها هو اليوم يصيد السمك ويسبح ويسافر حول العالم ويلعب الجولف. فلقد أستطاع النهوض وبنى مملكته التي لا تقهر. وبكل محبة وتعاون يساعد الشباب من حوله على تحدى الصعاب والنهوض والاخذ بزمام المبادرة من اجل عيش حياة كريمة. يُسافر حول العالم ويقدم محاضرات في التحفيز والتشجيع ويخبر فيها الناس عن قصته وكيف أنه تغلب على مشكلته بعزيمة وإصرار وفرح.

ليس هذا فقط، فقد أسس مؤسسته الخيرية تحت عنوان life without limbs لتساعد الاشخاص الذين فقدوا أطرافهم للتغلب على مصاعب الحياة والعيش بكرامة. وهل ذكرت أنه متزوج من امرأة جميلة جداً ولديهم ولدان؟

المسألة بالطبع لم تكن سهلة، فقد ظل Nick Vujicic يُصارع مرض الاكتئاب منذ كان عمره 10 أعوام، صراع مرير وشديد، ظل سرطان الروح هذا ينهش قلب وعقل Nick حتى أوصله إلى محاولات انتحار، أخطرها كانت وهو ابن 17 عاماً، بعد هذه المحاولة استفاق وبدأ قصة كفاح عظيمة ستظل تروى وتروى لأجيال.

أول رواة هذه القصة كان Nick Vujicic نفسه، بحس الفكاهة والدعابة التي لديه، جال العالم وروى قصته، ليُكون سبب بركة وتشجيع لآلاف الأشخاص حول العالم. امتد جمهوره مع الوقت إلى 50 دولة على مستوى العالم، يُطلب فيها بالاسم ليروي قصته على طلبة المدارس والجامعات وبيوت اليتامى ورواد المصحات النفسية، وموظفين ومديري أكبر الشركات في العالم.

إذا كان هذا الشخص المعاق الذي عاش وسيعيش كل حياته بدون أطراف، استطاع أن يُحب وأن يفرح وأن يخلق حياة من الموت، استطاع أن يتحدّى نظرات الناس والمجتمع، نظرات الحزن والشفقة، ليخلق من حياته سبب لتشجيع الشباب والمراهقين الذين فقدوا أملهم بالحياة والحب والفرح لأسباب قد تكون تافهة مقارنةً مع ما يعيشه Nick كل يوم من أيام حياته. ما الذي يعقيك اليوم على أن تخلقي الجمال من الدمار في حياتك؟ ما الذي يمنعك اليوم أن تعيشي وتفرحي؟ نعم أعلم بأن البداية لربما لم تكن بيدك، وأن الألم لم يكن خياركِ والتحدي لم يكن شيئاً رغبتي به، لكن اسمعيني جيداً… أنتِ وفقط أنتِ من لديها كل الحق بأن تكتب النهاية!!