ولدت جوني أريكسون تادا في الخامس عشر من تشرين أول عام 1946 في ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، البنت الأصغر للعائلة، أحبت منذ طفولتها الركض وركوب الخيل والسباحة، أحبت الحياة وتعلقت فيها، ولم تكن تعلم ما كان ينتظرها.

عند غروب شمس خليج شيزابيك، كانت جوني تمارس رياضة السباحة الأحب على قلبها، قفزت في مياة الخليج الباردة غير مدركة أنها ستكون قفزتها الأخيرة. اصطدم رأسها بشيء قاس وأصيبت بكسر في عنقها سبب لها شللاً كلياً في جميع أعضاء جسمها ما عدا رأسها، وهنا اعتقدت جوني بأن حياتها انتهت!

النهاية!

خضعت ابنة ال17 عاماً لعمليات جراحية عديدة، ثقبوا جمجمتها، وانغرست كماشات في رأسها، رقدت على قطعة من الخيش معلقة من زواياها الأربع، تدلى من جسمها أنابيب لاستخراج البول وأخرى لنقل الغذاء، كانت ترقد إما ناظرة للأرض أو ناظرة للسقف وكانت تقلب كل ساعتين. في الوقت الذي كان من المفترض أن تعيش هذه الفتاة ملىء الحياة، كانت ترقد في غرفة المشفى تتألم كارهة الحياة!

ذات مرة زارتها صديقاتها من المدرسة، وعند رؤيتها لها ظهر على وجوههنّ علامات القرف والاشمئزاز، فخرجت الأولى تتقيأ والثانية تتنهد بصوت مرتفع. وعندما طلبت جوني مرآة لترى وجهها، كان ما رأته في المرآة مروعاً. كانت عيناها غائرتان في وجهها، هبط وزنها كثيراً، حتى باتت أشبه بهيكل عظمي مغطى بجلد أصفر، وما زاد المنظر سوءاً رأسها الحليق وأسنانها السوداء من تأثير العقاقير، حتى تملكها الغثيان هي نفسها. هل هناك نهاية أسوأ من هذه؟ ألم يكن أفضل لها لو فارقت الحياة؟

الرب يعضده وهو على فراش الضعف

كانت والدتها تمضي ساعات طويلة تحت قطعة الخيش وهي ممسكة بالكتاب المقدس أو الكتب تلروحية مفتوحة أماها لتقرأ فيها، ذات مرة رفعت قلبها لله بعد أن سمعته يتكلم إليها من خلال النص الكتابي الذي يقول: “احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً”. كانت خلال ساعات الليل تتخيل يسوع واقفاً بجوارها قوياً مواسياً ذات صوت مطمئن وعميق يقول لها: “أنا معك دائماً، سأعمل في حياتك بصورة أفضل حتى وأنت مقعدة”! اختارت أن تؤمن وتصدق بأن هذا الصوت هو الحق، اختارت أن تتحدى اعاقتها وعجزها واضعة أمامها قول المزمور: “الرب يعضد وهو على فراش الضعف” مز41: 3

جمال بدل الرماد

صدقت وتقبلت جوني أن ما وقع معها كان جزءاً من مخطط الله لحياتها، فقامت بتعلم الرسم والكتابة بفمها، واستخدمت الجزء المتحرك في جسمها لكي تُبدع وتمجد الله، فرسمت لوحات رائعة وكانت توقع على كل لوحة عبارة “مجداً للرب” انطلقت على الكرسي المتحرك ترسم وتكتب وتكون مصدر تعزية لكل متألم.

كانت أعضائها مشلولة لكن قلبها كان ينبض بالمحبة لله وللناس، وكان لجوني دور في كثير من الحملات التبشيرية حول العالم، حيث طلبت إليها عشرات الكنائس والمنظمات المسيحية أن تُشارك باختبارها فكانت مصدراً للتشجيع والتعزية، واستطاعت قصتها أن تصل إلى كل العالم.

في العالم سيكون لكِ ضيق لكن ثقي فهو قد غلب العالم! أهو موت، مرض، فشل، طلاق، وضع مادي سيء؟ ما هو الضيق الذي تمرين فيه حالياً؟ ما هي معركتك التي تخوضينها؟ انظري إلى هذه المرأة الرائعة وتأملي في حياتها وخذي منها عبرة، هو فقط من لديه للموت ألف مخرج وهو الذي يستطيع أن يُحوّل الرماد إلى جمال واليأس إلى تسبيح، وبه فقط ستخوضين المعركة وتنتصرين!