بقلم مدربة التنمية البشرية ميري مطر سكران

 

نعم اختي العزيزة انا وانت نعيش اليوم تلك اللحظات التي اخترناها في الامس.

في الامس اخترت انا ان اهتم بعلاقتي مع ابنائي وها انا اليوم احصد قيم هذا الاختيار، في الامس رغبت في تطوير مهاراتي المهنية واليوم اتمتع بهذا الحصاد، والعديد العديد من الاختيارات. أعتقد انه يجول في خاطرك الان سؤال، وإن كانت اختياراتي غير مناسبة بالأمس؟ ما العمل إذا؟ هل هي النهاية؟

قبل الإجابة على هذه الأسئلة، عليكِ التوقف وعليكِ أن تهنئي نفسكِ! نعم عزيزتي، لعدة أسباب: أولا: لأنك مخلوقة مميزة عند الله، ولأنك صاحبة القرار والاختيار. وثانياً، أنتِ اليوم وفي لحظات القراءة هذه، في نقطه مفصلية من حياتك، إنك سمحت لنفسك البشرية بالتفكير بعمق في معنى “حياتي من اختياراتي”.

الان يمكننا أن نبدأ

عليكِ أن تسألي نفسك، ما هو حلم حياتي؟ تذكري أن الحلم مجاني، وكيف لنا ألا نحلم والرب يسوع قال لنا اسالوا تعطوا اطلبوا تجدوا؟ اسمحي لنفسكِ بأن تحلم، وبعدها انتقلي للخطوات التالية:

  • عودي إلى يومك بالأمس، ودوّني كل ما قمت به من تحركات وزيارات واعمال وكذلك يوم أمس الأول.
  • حاولي أن تصنفي اعمالك اليومية في جدول من قائمتين، قائمة أعمال تخدم حلمي وهدفي، وقائمة أعمال لا علاقة لها بحلمي. عندها ستُحدّدين اين انت من حلمك؟ ما هي اختياراتك؟ وبعدها عليك التحرك نحو إضافة ساعة يومية لبرنامجك اليومي تخدم حلمك.

عزيزتي، عليكِ أن تعي بأن العيون التي ترين فيها ذاتك، تحدد لك في نفسك البشرية من أنت وكيف ستسلكين في مسيرة الحياة؟  لذا عليكِ أن تقومي بفحص هذه العيون بين الحين والآخر، وأحياناً تغيير النظارة.  ولتغيير النظارة إبدائي بالإيمان، نعم الإيمان. فهو الانطلاقة. ايمانك بالرب يسوع الفادي المحب الاب الحنون الذي يرافقك ويرتب لك مسار حياتك ويرشدك نحو الاختيارات السليمة. وعندما تسلّمين له، وتعملين بجد، ستشعرين بتحسن.

عليّ أن أشدّد على كلمة العمل بجد، العمل بجد يعني أن تقدمي من طاقتك اليومية النسب المرتفعة، اسألي نفسك كم من الطاقة الكامنة بداخلك تستعملين يوميا؟ ماذا يجب علي أن أفعل حتى أقدم لذاتي أكثر؟ هذه التساؤلات هي عمق المعرفة الذاتية وينبغي أن نسألها لذاتنا باستمرار حتى نتمكن من الانطلاق.

أنت معنى الحياة في عيون المحيطين بكِ والمقربين، فأنت لهم الكثير، فهم أيضا ضمن مسؤوليتك واختياراتك. لأنه ربما كلمة واحدة غير ايجابية تصدر منك، قد تؤثر عليهم وعلى نمط حياتهم وتفكيرهم، لأنك أنت الشعاع الذي يشع نور محبيك.

عزيزتي، أطلب منك الآن أن تواجهي ذاتكِ، اتركي هذا المقال الآن واذهبي الى مكان تشعرين فيه بالراحة، اسألي عن مصيرك، عن أيامك القادمة، عن شهورك وسنيك القادمة، انظري اليها بمخيلتك، ولا تنسي أننا نعيش في دوائر وجوانب مختلفة، انظري لكل جانب، وتساءلي: أين أنا في الجانب الروحي، أين أنا الآن؟ وأين أريد أن أكون ولماذا؟ اكتبي كل ما تحلمين به. فالحياة بحاجة ماسة إلى مثل هذه الوقفة حتى تكتمل المسيرة.

عزيزتي أنتِ جوهرة عليك الاهتمام بلمعان هذه الجوهرة، وبعدها انظري إلى الجانب الشخصي من حياتك وتساءلي أين أنا الآن؟ أين أريد أن أكون بعد عشر سنوات من اليوم؟ احلمي.. اكتبي.. انهضي.. تعلمي.. واسألي، الحياة بحاجة إلى العطاء للروح، عطاء الأنا للآخرين، عطاء العلم للعقل، عطاء الاحترام لحياة أفضل.

كوني عزيزتي فخورة بهذه اللحظات التي تقومين بها بتساؤلات عميقة، لأنك في هذه اللحظات تحددين ملامح الغد المشرق.

لا بد من نصيحة في هذا السياق.

التخطيط، نعم عليك من الآن الاهتمام بالتخطيط، وأقصد بالتخطيط، استخدام ورقة وقلم، نعم الورقة والقلم هما من أساسيات التخطيط السليم إضافة الى عدة بنود أخرى.

اجعلي قلمك ودفترك الخاص ظلّين لحياتك اليومية، اكتبي أهدافك وأحلامك وآمالك، وبعدها اكتبي كيف عليك أن تحققي هذه الأحلام والآمال.

 كونك امرأة فهذا يعني بنظري:

ا: الرب يرافقك في مسيرتك على الأرض.

م: محبة، معطاءة، مصممة على تحقيق ذاتك.

ر: روحك المميزة تساعدك على الاستمرار.

أ: انت امرأة أمل ايمان اليوم والغد.

ه: هدية أنت لمن حولك.