بقلم فاديا سعد

“الكتاب الجيّد يُحرّر الإنسان الذي يقرأه”! وهذا ما حدث لي تماماً عندما قرأت هذا الكتاب. سيدتي، أينما كُنتِ وسواء كُنتِ من القارئات أم لا، أنصحكِ بأن تقرئي  God has a plan for your lifeهذا الكتاب القيّم  الذي غيّر حياتي.

جميعنا نخطط لمستقبلنا ونسعى لتحقيق أهدافنا وأحلامنا ولكن أحياناً نفشل، وينتابنا شعور بالخوف والشك أثناء مسيرتنا، ونتساءل ما إذا كان الله لديه خطة لحياتنا، ولماذا يسمح لنا بأن نخوض هذه التجربة إذا كان لا يريدنا أن نسعى وراء هذا الهدف؟  كيف يمكنني أن أعرف ماذا يريد الله مني أن افعل؟ وكيف سأعرف خطته لحياتي؟

يُقدم لنا كتاب God has a Plan for your life العديد من الآيات التي تتعلق بالتعرف على إرادة الله وفهمها في حياتنا، ويُساعدنا الكاتب Charlies Stanley  في كيفية اكتشاف خطة الله لحياتنا وماذا علينا أن نفعل لمعرفتها. ولكن علينا أولاً أن نكون مستعدين للخضوع لله والتكيُّف مع خطته. وهذا يتمثّل في تقديم أجسادنا ذبيحة مُقدّسة لله، كما هو مكتوب في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1:12-2 فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.

استناداً إلى الآية السابقة،  يُقدّم لنا الكاتب ثلاثة أمور هامّة علينا أن نسعى وراءها لتحقيقها في حياتنا ألا وهي: أولاّ: علينا  أن نقدم أجسادنا ذبيحة حية مقدسة مرضية ومقبولة أمام الله، وأن نعيش حياة التكريس لله غير مستسلمين لرغبات الجسد بل عاملين بحسب وصايا الله وتعاليمه وإرشاداته. ثانياً: أن لا نشاكل هذا الدهر، أي أن لا نتمثل بهذا العالم ونعيش حياة شبيهة بأبناء العالم الذين يسعون لتلبية ملذاتهم ويهتمون بالأمور الفانية. ثالثاً: علينا أن نتغير بتجديد أذهاننا، ومعنى ذلك، أن نستبدل أفكارنا المادية بأفكار روحية. عندها سيكون لدينا الحس الروحي المُميز لفحص الأمور والفصل بينها ومن ثم اختيار عمل الأفضل لأن هذه هي مشيئة الله.

ويُركّز أيضاً الكتاب على فكرة أن معرفة مشيئة الله وخطته لحياتنا تأتي نتيجة لمعرفتنا لله نفسه، أي نتيجة الاقتراب منه ومعرفة تعاليمه ووصاياه وكلامه، والإحساس بمحبته أيضاً. وكل هذا يتطلـَّب منّا وقتاً أكثر في التواصل والشركة معه، فالابن القريب من أبيه يعرف رغباته ويفهم إرشاداته، وهكذا نحن أيضاً عندما نكون قريبين من الله عندها، سنعرف حتماً مشيئته لنا.