أقل ما يمكنني فعله كخادمة لله والمجتمع، هو أن أتحدى تفكيرك من على منبر مجلتنا هذه، حيث أسعى إلى استبدال الفكر المظلم والظالم والذي يوجه سلوك البشر بمنظومة فكرية وأخلاقية عنوانها الشرف والقوة.

بالطبع، نحن نتصرف وفق حصيلة موروث ثقافي اختلط بالحضارات المتعاقبة، جزء من هذا الموروث يحمل قيم إنسانية رائعة وجزء آخر يفاقم من معاناة الفئات المستضعفة في المجتمع، حيث كان للمرأة نصيب الأسد من التقاليد التي تقلل من قيمتها كإنسانة كاملة الحقوق وتحد من قدرتها على العطاء.

لا يمكننا القفز فوق الإطار الثقافي الذي اكتسبناه! فالرجل أيضا هو أسير للموروث الثقافي الذي يكبل عقله ويوجه سلوكه.

كذلك المرأة المكبلة بقيود المجتمع والقيود الداخلية التي تتغلغل في أعماقها، وعلى سبيل المثال:

  • قد تشعرين أن قدراتك أعظم وأكبر بكثير مما تقدمينه، إلا أن شيئا ما في أعماقك يقيد تفكيرك ويضعف أدائك.
  • ربما القيد هو الوهم الذي بداخلك نتيجة المعتقدات والأفكار السلبية التي أدت إلى تشكيل النظرة الدونية للمرأة.
  • هنا، تشعرين بقيود غير ملموسة لكنها قادرة على الحد من قدراتك مما يكرس نظرتك السلبية عن نفسك.

 

ما هي أشكال القيود من حولك:

– الصورة النمطية عن المرأة.

– الموروث الثقافي المتمثل بالعادات والتقاليد.

– الأفكار السلبية في العقل الجمعي.

أنا امرأة مسيحية، لكنني افتقد ندرة البحث في نصوص الكتاب المقدس عن خدمة المرأة التي تساعدني على فهم قصد الله منها، وهذا يشكل تحديا أمام خدمتي. وبالعودة إلى مضمون القيم وتأثيرها على مسيرة حياتنا، ومن منطلق محبتي لبلدي ولشعبي يتوجب علي أنا وزميلاتي في الخدمة أن نتحداها ونمتحن صحتها لنكون وكلاء تغيير حقيقيين.

فأنا ابنة هذا المجتمع نشأت في ظل القيم السائدة ورضخت لتأثيرها حتى كدت أن أتحول إلى أداة من أدوات هذا الفكر وكنت سأذوب في ثناياها تاركة خلفي كل روح مبدعة خلاقة.

لكن، كلمة الرب أيقظتني من سباتي العميق، اقتربت أكثر فأكثر من القادة الذين تحدوا الموروث الذي اعتقدت أنه الحقيقة المطلقة في حياتي. تأملت في سلوك القادة، رصدت نقاط قوتهم، لمست خصوصيتهم، هم مختلفون بصدقهم وإنسانيتهم.

واظبت على كلمة الله، تعلمت من حواء أن أميز صوت المتكلم معي، وأن أسأل نفسي أهو صوت المفسد إبليس أم المحب أبي السماوي، تعلمت أن أفحص دوافعي من حواء، أهي شهرة العالم؟ أم المساهمة لجلب الخير إلى العالم؟

تعلمت من سارة التي انتظرت كثيراً، الإيمان وحتى لو طال الانتظار. كما تعلمت منها تفادي الطرق الملتوية (كاستخدامها لهاجر واستغلالها) والسير بطرق الله المستقيمة وحتى لو شعرت لفترة بالإحباط.

تعلمت من دبوره الحكمة والقيادة والوقوف إلى جانب القوّاد الرجال، وتعلمت أيضاً أهمية إعدادي وتدريبي للمزيد من النساء مثل ياعيل المعاونة فنشترك معاً في احتفال الغلبة والانتصار.

تعلمت من ابيجائيل الشجاعة ومواجهة الخطأ والمساعدة في منع الحماقة والقرارات الخاطئة.

تعلمت من نعمي التي ندبت موت زوجها وأولادها أن مهما كان الماضي صعب فإن الله القدير يمنح أيضا التعويض.

تعلمت من استير أنه أنا وأنت لوقت مثل هذا وجدنا في أرضنا وفي هذا الزمن.

وتعلمت من العذراء مريم التنازل عن مكان الراحة والاستعداد في الظهور بحالة شاذة في مجتمع قد يرجم المرأة إن قامت بما لا ينسجم مع الناموس والشريعة والمألوف. ويبدو أن هناك من يستطيع استغلال الناموس ليؤكد على رفضنا وطردنا.

وتعلمت من شماسات وخادمات العهد الجديد أمثال فيبي خادمة الكنيسة في كنخريا التي أصبحت معاونة بولس ومعاونة خدام كثيرين (رومية 16 :2).

وتعلمت من أفودية وسنتيخي كيف يمكن لأخوات اختلفن بالرأي، أن يخدمن معاً كما جاء في رسالة فيلبي، لأنهما قائدتان ولذا هناك من يراقب ويتعلم من مثالهما.

نحن باستمرار نعتمد على يد المساعدة الخارجية، لا أنكر أننا نحتاجها، إنما المساعد الأقوى يخرج من أعماقنا وإرادتنا الصلبة القادرة على الصعود فوق المطبات وتحويلها إلى سلم للرفعة والمجد.

تعالوا معاً لنمتلك ما خلقنا لأجله، إن هذه الأيام وهذه الحقبة من التاريخ فرصة للمرأة. لا تلتفتي للماضي، تستطيعين أن تشتركي معنا في نوعية هذه الحياة! اكسري الحواجز والقيود القديمة التي تمنعك من الوصول إلى المستقبل. إن جنسك، خلفيتك، عرقيتك، مستواكِ الاقتصادي لا يحدد مصيرك.  لذا بصراحة، لا يهمني من أين أنتِ، وما هي جنسيتكِ وخلفيتكِ التي جئتِ منها، ولا حتى خطاياكِ.” لا تهمني“! فرسالتي لك، كفا للحزن والإحباط، لا نستطيع أن نبقى في برية الحياة (حياة بدون هدف وحياة تفتقر إلى التأثير والتغيير والقوة). لا تسمحي للخوف، للرفض (الذي نُقابَل به) وحتى عدم الأمان أن يعيقك ويمنعك من الوصول إلى مواعيد الله.

تستطيعين أن تغيري المستقبل، ابني حياتك على كلمة الله وليس على الظروف، عندها ستخترقين وتملكين المواعيد. أشخاص عاديون (نساء عاديات) استطعن القيام بأمور غير عادية. الله يريد أن يستخدمك بأمور غير عادية في بلدكِ وجيلكِ. علينا أن نشترك في هذا العمل.

لذا أرى دوري الآن أن:

  1. أُعرّف نساء وفتيات أخريات على ذاتهن الحقيقية والمعرفة ستؤدي حتما إلى قوى التغيير.
  2. أرغب بمرافقة النساء في نموهن وتحقيق أهدافهن.

أساعد النساء أن يمتحن أنفسهن:

  • أين خسرت ذاتك وهويتك وكينونتك؟
  • هل الأمور الماضية في الطفولة / الزواج / أم الخدمة قد سلبتك الحلم والرجاء؟
  • أم هو مكان عملك الذي حد من قدرتك على التقدم والنجاح؟
  • أم هي علاقة غير صحية كسرت كيانك وأفشلت عزيمتك؟
  1. أومن أن الكتاب المقدس يحتوي على معايير ونظم حياتية ثابتة ولذا أي فحص للذات وتحقيقات مزيفة ستظهر في ضوء كلمة الله.
  2. كنت شاهدة على استسلام بعض النساء ولكن شاهدت الكثيرات من اللواتي تميزن وتقدمن.
  3. تأكدي أن لا مكان للفشل حينما نثابر ولا نستسلم. الصدّيق يسقط سبع مرات ويقوم” (أمثال 24: 16)
  4. طبعاً هناك المقاومة وتوقع خيبة الأمل.

لذا عددنا هذا يرغب أن يقدم لك النصائح والتجارب التي تساهم في استنهاض طاقاتك ونفض غبار الاكتئاب والمضي نحو مستقبل بتفاؤل وايجابية مليئة بالرجاء وحقائق جديدة سيدهشك اكتشافها عن نفسك.