د. مدلين سارة

يسود التوتر والقلق مع اقترابنا من نهاية العام الدراسي، وسواء كانوا أولادنا صغارا أم كبارا، فالحال ينطبق على الجميع. إنني كأم أتفهم هذا الوضع فلدي ثلاثة أطفال وكل واحد منهم مختلف عن الآخر، في قدرته على الاستيعاب وفي سرعة حل المسائل والوظائف البيتية والاستعداد للامتحانات. ولقد وقعت مرارا في فخ التوتر النفسي وأخذت الموضوع بشكل جدي وشخصي أكثر من اللازم، وكأن الامتحان هو امتحاني أنا. وفعلا من تجربتي وتجربة الجميع، إن ما يميز الأسر في هذه الفترة هو أجواء التوتر والاضطراب والعراك!

إذن كيف لنا كأمهات أن نجتاز هذه المرحلة بهدوء وسلام؟ دعونا نتعلم كيف نتعامل معها.

نحن نحتاج إلى اتخاذ بعض الإجراءات التي تساعد الأولاد مهما كانت أعمارهم على التحلي بالهدوء والإحساس بالأمان.

أولاً: علينا قدر المستطاع أن نحبب أولادنا بالدراسة فالضغط المبالغ فيه يؤدي إلى نفور الطفل من الدراسة والكتب والقراءة والمدرسة.

ثانياً: من واجبنا كأمهات أن نلتزم بعادات صحية للدراسة بما في ذلك روتين سليم وواضح ونمط تعليمي يؤهل الطفل أو الطالب على إتباعه في كافة المراحل الدراسية، كالمراجعة المستمرة والالتزام بحل الواجبات المدرسية بانتظام وتحمل المسؤولية بدون تدخل كبير من الأهل.

ان مجتمعنا العربي يركز عادة على العلامات بغض النظر عما يبذله الأبناء من جهد وعمل وساعات طويلة في الدراسة. وبالتالي ملاحظاتنا الجارحة أحيانا وكلماتنا المحبطة أحيانا أخرى توصلنا إلى نتائج عكسية وتدمر نفسية الأولاد وتزعزع ثقتهم بأنفسهم، هذا عدا عن المقارنات المعهودة التي يستخدمها الأهل بحسن نية وبقصد التشجيع إلا أن هذا النهج يُسقط أولادهم في الهاوية.

انطلاقا من حرصنا الواعي على اجتياز فترة الامتحانات بهدوء ونجاح نقدم لكِ بعض التوصيات والنصائح:

  • وفري مكانا هادئا ومحببا للطفل مع تهوية صحية وإضاءة مناسبة.
  • علمي طفلك أن يحضر كل ما يحتاجه للاستعداد للدراسة كي لا يحتاج للتهرب من الدراسة بذريعة مقبولة. فأنا مثلاً أضع وعاء يحتوي على الأدوات وجميع المستلزمات.
  • تكلمي دائما بهدوء واحضري لها أو له وجبات صغيرة من الخضار والفواكه وعصير طبيعي إلى مكان الدراسة.
  • استخدمي كلمات ايجابية ومشجعة لزرع الثقة في داخلهم مع توفير الحب والتقدير.
  • اعتمدي الروتين اليومي دون إعلان حالة طوارئ، فهم مازالوا بحاجة إلى بعض الترفيه وتغيير النفسية. لا ضرر من استراحة قصيرة والاستمتاع بفقرة تلفزيونية أو اللعب أو الخروج لنزهة لوقت محدود.
  • أجّلي تسوية المشاكل العائلية أو حتى التحديات المالية إلى ما بعد الامتحانات.
  • امنحي ابنكِ بعض الراحة. يجب ألا يجهد نفسه بالدراسة، فعليه أن يستريح بعد كل 50 دقيقة لمدة 5 دقائق.
  • عوديه أن يمتحن نفسه أو تمتحن نفسها بعد كل فترة دراسية.
  • ونقطة أخيرة لا تنتظروا اقتراب موعد الامتحان قبل يوم أو يومين لتعلنوا حالة الاستنفار.