بقلم سوزان غبريس

أنا من محبي مشاهدة الأفلام، خاصة الأفلام المستمدة من قصص حقيقية. تدور أحداث فيلم Adrift عن بحارين قد تقابلا في تاهيتا ووقعا في الحب، وبعد فترة من تقضية أجمل الأوقات سوياً، قررا الإبحار من تاهيتا إلى سان ديغو في قارب لأصدقاء لهم، لم يكن في حسبانهم أنهم سيواجهون واحد من أكبر الأعاصير في تاريخ أمريكا.

أثناء حدوث العاصفة، يحاول ريتشارد بطل القصة تحدي العاصفة، لكن محاولته تبوء بالفشل فالعاصفة كانت أقوى مما تصور. وفي أعقاب العاصفة تستيقظ تامي حبيبته بعد إصابتها لتكتشف أن العاصفة قد دمرت القارب فتبدأ بالبحث عن حبيبها. فتجده وقد أصيب وسقط في البحر فتعمل جاهدة على انتشاله وانقاذ حياته فإصابته كانت خطيرة، كسور في الضلوع الصدرية والأرجل مما يمنعه من النهوض.

تعمل تامي جاهدة على تصليح القارب والبحث عن الطعام.استمر وجودهم في القارب ومحاولة الوصول إلى الشاطئ باستخدام البوصلة ما يقارب ٧٠ يوم، استرجعوا خلالها ذكرياتهم الجميلة قبل الإبحار محاولةً منهم للنجاة.

خلال فترة التحدي والألم والمحاولة للاستمرار والوصول، سرعان ما نكتشف أن ما عاشته تامي على متن القارب بعد العاصفة، ما كان إلا وهم! فنكتشف أيضاً أن ريتشارد قد أصيب في رأسه وأنها لم تستطع إيجاده!

هذا الخيال الذي عاشته بطلتنا، حفزها على الاستمرار والإصرار في البقاء، فقد أعطاها هذا الوهم القوة لكي لا تيأس، كما ونرى الدعم من حبيبها الذي هو عبارة عن خيالها الشخصي، بأنها قوية وتستطيع المقاومة والنجاح.

تتحدى تامي الصعوبات وتعمل جاهدة للاستمرار بالرغم من الالم والخوف والوحدة، الى أن تمر سفينة من القرب منها وتنقذها.

من أكثر ما أثّر فيَّ هذا الفيلم هو دور المرأة، قوتها وإصرارها على الاستمرار والنجاة بروح مرنة. فالمرأة هي مخلوق جبّار أعطاه الرب نعمة القوة وإمكانية النجاح للتغلب على كل الظروف والتحديات والعواصف والألم، بالرغم من الادعاءات في مجتمعنا بأن المرأة مخلوق ضعيف، فهذه الأحداث تثبت أن للمرأة قوة تستطيع بها تحدي أعظم العواصف في التاريخ.