بقلم ميرنا عيساوي جورجي

كُتب عن المرأة الكثير من الحِكَم وعبارات الغزل، التي تدل على نعومتها، ورقتها، وحنانها وروعتها.  يقول سقراط”: المرأة أحلى هدية قدّمها الله للإنسان”.  لكن في نفس الوقت، يجب ان لا ننسى اننا نحيا في عالم يتسلط عليه رئيس هذا الدهر، المُشتَكي ابليس، فنتذكر اننا جنديات محاربات مسلّحات.

المقصد ليس خوض حرب او النزول الى ساحة المعركة، فإن حربنا ليست مع دم ولحم (اف6: 12)، فإن اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر الى طاعة المسيح، ومستعدين لأن ننتقم على كل عصيان متى كملت طاعتكم (2 كو10: 4-6).

فمتى علينا ان نضرب؟

  • عندما يقترب العدو:
    (قض4: 18-21) لقد اقترب العدو جداً فما كان من ياعيل الا ان تأخذ وتد الخيمة وتضرب الوتد في صدغه فنفذ الى الأرض ومات. عندما يقترب العدو يجب الّا نرحب به ونكنس بيوتنا لاستقباله، ولا أن نقف مكتوفات الأيدي حائرات، بل نضربه كما فعلت ياعيل.
  • عندما يحاول العدو سلب وامتلاك ما هو ملكنا:

وهنا ما يدفعها للضرب هو الحفاظ على الحياة والكرامة والحق والفضيلة وما انعمه علينا الله.
(قض9: 52-53) لقد حاول أبيمالك ان يحرق البرج الذي احتمى به جميع الرجال والنساء واهل المدينة، فما كان من المرأة الا ان تقف بالثغر، وتبادر في جلب الخلاص، فطرحت قطعة رحى على رأس أبيمالك فشجت جمجمته. فدعا حالا غلامه ليقتله لئلا يقولوا عنه قتلته امرأة!
هكذا سيدتي عليك بالدفاع عن كل ما هو عطية الله لك، أدعوك لتبادري فتدافعي عن خلاص زوجك، خلاص اولادك، خلاص من حولك. فيكون كل من يخرج من صلبك كسهام بيد جبار، وتكونين تلك المرأة الفاضلة التي تراقب طرق اهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل.

  • عندما يحاربهن العدو:
    على المرأة المواجهة لكي لا يعوق الشيطان طريقها، ولتمنع الموت والخسارة يجب الّا تتراجع ابدا في خوف. “بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين، وعن الإرتعاب فلا يدنو منك. ها انهم يجتمعون اجتماعا ليس من عندي. من اجتمع عليك فإليك يسقط. كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه. هذا هو ميراث عبيد الرب وبرّهم من عندي يقول الرب” (اش54: 14-15، 17).
  • لكي تمتلك ما هو حقها:
    يقول “دورانت”  المرأة كالإعلان يحقق غايته بالتكرار. ويقول الكتاب عن المرأة الفاضلة انها تتأمل حقلا فتأخذه وبثمر يديها تغرس كرما (ام31: 6).
    عليك ان تنطّقي حقويك بالقوة، وتشددي ذراعيك، لتوسعي مكان خيمتك ولتبسطي شقق مساكنك. لا تمسكي اطيلي اطنابك وشددي اوتادك. لأنك تمتدين الى اليمين والى اليسار ويرث نسلك اُمما ويعمر مدنا خربة) اش54: 2-3)
  • عندما يكذب العدو:
    عليك سيدتي ان تظهري الحق بلا خمول او كسل.يحاول ابليس ان يُضعف من خصمه المرأة من خلال افكارها عن نفسها، وتشويه قيمتها الذاتية وتدنيسها وتحقيرها من خلال أحاديث نساء اخريات او اشخاص اخرين، وبواسطة معايير المجتمع وعاداته. وهنا دور المرأة أن تعلن الحق وتكرر لنفسها وفي مسامع الآخرين الحق الالهي المُحرر حول حقيقة هويتها. وفي كل مرة يؤّنبك أيّ كان بانك سبب سقوط العالم في الخطية وشقاء المجتمع كحواء، تذكري أنك اخترت النصيب الصالح الذي بواسطته ومن خلاله ستكونين كمريم التي اختارت ان تخضع لله فتكونين الإناء الذي بواسطته ستجلبين الخلاص للعالم أجمع.
  • تضرب بعد مماتها أيضا:
    النساء شريكات الله في الخلق وتكوين نسل جديد. ومن خلال تربيتهن لأولادهن لينموا حسب قلب الله سيكونون كسهام بيد جبار. ويكون كقول الرب”: وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا” (اش54: 13). عندما تعرّف المرأة اولادها بالله ويحفظون وصاياه من صغرهم فإنها تصوّب هذه السهام وتدفعها لإصابة الهدف. فيكونون جنودا يواصلون الصراع ضد قوى الشر.

أخيرا، قيل ان حكمة المرأة تبني بيتها (ام14: 1). وهذه الحكمة مصدرها من الرب (يع1: 5)، الالتصاق بالرب، سماع صوته والخضوع والطاعة لوصاياه. فهو من خلال قرأتك اليومية لكلمته الحية والفعالة، من خلال خلوتك الشخصية، وسماع صوته سيدرّب يديك على القتال ويعلم اصابعك الحرب. ويعلّمك متى تبعدين يديك لتدركي عظمة قدرة يده في حل صراعاتك ومشاكلك. وهو يعلمك الصمت، فانت تصمتين وتشهدين كيف يحارب عنك، او أحيانا اخرى قد يمنحك اللسان اللين الذي يكسر العظام.

وفي كلا الحالتين، في صمتك أو مقاومتك، إياك أن تكفّي عن محاربتك في خلوتك من خلال الصلاة والتضرع، الصوم والتشفّع. وتذكري أن الركب الساجدة أقوى من الجيوش الزاحفة.