لم تعد المواهب حكراً على الرجال فقط فها هي الجميلة نادين عودة ابنة ال20 عاماً تُبدع في لعبة كرة القدم, لتقفز فوق جميع التحديات والعراقيل التي وضعها المجتمع أمامها, وتقول بصوتٍ عالٍ: “أنا لاعبة كرة قدم وهذه اللعبة لا تُنقص من أنوثتي, ولي كل الحق في ممارستها والإبداع فيها”.

كان لطاقم مجلة آنية بيده لقاءاً خاصاً مع اللاعبة نادين عودة, فيه تحدّثت عن طفولتها وشغفها بالكرة والتحديات التي وقفت أمامها وكيف واجهتها بصبرٍ وعنفوان.

  • اسمي نادين عودة من مواليد مدينة بيت ساحور- فلسطين, تخصصت في دراسة الرياضة في جامعة أبو ديس بسبب حبي الكبير لكرة القدم.

حدّثينا عن هذا الحب الكبير.

أحببت هذه اللعبة منذ طفولتي, أتذكر المباريات التي خضتها مع أولاد الحارة, كنتُ أشعر بهذا الرابط القوي الذي يجمعني مع هذه الكرة التي كانت أثقل مني في تلك الفترة. حينها اكتشف والدي أن لديّ موهبة مميزة فساعدني على تطويرها من خلال الالتحاق بنادي في مدينتي بيت ساحور.

كيف ساهم أهلك في تطوير موهبتك؟

كان والدي الداعم الأساسي لي, شجّعني على تطوير موهبتي من خلال الالتحاق بنادي للتدريب. لأبي فضلاً كبيراً لما أنا عليه الآن فقد ساندني ووقف بجانبي, وساعدني على الوقوف في وجه جميع التحديات التي واجهتني.

كيف قمتي بتطوير موهبتكِ؟

كثّفت تماريني والتزمت كلياً بالتدريبات, فكانت أولوياتي لدراستي ثمّ لتماريني. حاولت جهدي أن أصقل موهبتي لأصبح أفضل. كانت لديّ القدرة على أن أوفّق بين مدرستي وموهبتي ونجحت في الاثنين.

حدّثينا أكثر عن انتسابك في المنتخب النسوي الفلسطيني.

اختارني مجموعة من المدربين الذين حضروا بعض مباريات الدوري النسوي, لاحظ المدربون موهبتي وأنني أستطيع اللعب جيداً بقدمي اليسرى. فاختاروني لأكون جزءاً من المنتخب النسوي الفلسطيني.

شاركت مع المنتخب في تصفيات غرب آسيا وفي العديد من المباريات الدولية في دول متعددة مثل ماليزيا وقطر وتونس والبحرين والأردن.

ما هي التحديات التي خضتيها وكيف قمت بمواجهتها؟

وضع أمامي المجتمع والعائلة الممتدة تحديات وعراقيل عديدة, كان اكبرها اختياري للعبة رجولية مثل كرة القدم, وفكرة تواجد فتاة في الملعب بلباس كرة القدم لم تعجب الكثيرين.

واجهت هذه التحديات جميعها, فأنا مقتنعة بموهبتي وبأن لدي شيء أستطيع تقديمه, لم أكترث لتعليقاتهم حول لباس كرة القدم, لأن في رأيي ما نرتديه في الملعب هو لباس محتشم جداً لا يمس بأخلاقيات مجتمعنا العربي.

هل شعرتي بأن لعبة القدم أنقصت من أنوثتك؟

لا أشعر أبداً بأن هذه اللعبة تنتقص من أنوثتي, على العكس, فأنا أهتم بمظهري كثيراً وأعرف جيداً كيف أفصل بين موهبتي ودوري كفتاة وأنثى. فالفتاة تستطيع أن تمارس أي نوع من الرياضة وتبقى أنثى جميلة وجذابة.

هل تفكرين باحتراف كرة القدم؟

في الحقيقة لا, أنا أحب الكرة وأعرف أنني موهوبة جداً في هذه الرياضة, لكن للمستقبل البعيد لا أفكر بأن أحترفها, بل ستبقى هوايتي المفضلة. من جانب آخر أفكّر بأن أصبح مدربة كرة قدم لفتيات هاويات.

رسالة توجهينها إلى كل فتاة فلسطينية موهوبة.

لكل فتاة فلسطينية لديها طموح وموهبة, لا تسمحي بأن يقف المجتمع وتحدياته في طريقك, ثقي بنفسك وبحلمك وبقدراتك, وأعطي من كل قلبك لبلدك ولموهبتك, اجتهدي وثابري واتعبي من اجل تحقيق حلمك وما خلقك الله لتكونيه.