بقلم باتريشيا حشوة.

الأبناء عطية الله وعلامة رضاه، كثيرا ما ننظر إلى الأبناء على أنهم عبء أكثر من مصدر قوة، ولكن الكتاب المقدس يقول عنهم ( عطية من الله ) مكافأة. نستطيع أن نتعلم دروساً ثمينة من عقولهم الكثيرة التساؤل ونفوسهم المملوءة بالثقة. فالذين يرون أن الأبناء يسببون ارتباك أو إزعاج يلزمهم أن يروا فيهم عوضا عن ذلك فرصة لتشكيل المستقبل ولا يمكن أن نعاملهم على أساس أنهم عقبة متعبة، بينما الله يقدرهم كل هذا التقدير، لذلك يجب أن نحسن تربيتهم.

هناك حاجة ملحة إلى الحكمة والرؤية الواضحة التي تعطيها كلمة الله، فالكتاب المقدس ثابت وراسخ ويزودنا بنصائح رائعة ومصممة خصيصا لكل زمان ومكان. حيث يفتقر الآباء – بشكل عام – إلى المعرفة الكتابية المقرونة بالحكمة والفهم اللازمين لتحويل التطبيق الصارم لكلمة الله وترجمته إلى تربية حساسة وراشدة.

” ربي الولد في طريقة فمتى شاخ أيضا لا يحيد عنه ” ( أم 22: 6). ويقول يشوع في سفره: ” … أما أنا وبيتي فنعبد الرب ” ( يش 24: 15). تشير إذاً هذه الآيات إلى أهمية تأثير كلمة الرب وعلاقتنا مع الله وعبادتنا إياه.

دور الأسرة المسيحية في التربية

في العهد القديم، أوصى الله في (تث 6: 4-10) “… فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك، ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك واكتبها على قوائم أبواب بيتك وعلى أبوابك.” ومن هنا تقع المسؤولية على عاتق الأسرة لتعليم الأولاد كلمة الله والشرائع والاحتفالات الدينية. هناك الكثير من الآيات التي تدل على لغة الحوار التي كانت بين الأب وأبنه في تلك الفترة مثل (تث 6: 20 – 21 ) ” إذا سألك ابنك غدا قائلا: ما هي الشهادات والفرائض والأحكام التي أوصاكم بها الرب إلهنا، تقول لابنك: كنا عبيد لفرعون في مصر، فأخرجنا الرب من مصر بيد شديدة.” وللأم أيضا كان لها دور مثل (أم 1: 8) ” اسمع يا ابني تأديب أبيك ولا ترفض شريعة أمك “.

و لهذا يجب تعليم الأولاد أن يكون لهم علاقة حية وشخصية مع الرب يسوع وحياتهم لامعة كأنوار مضيئة تخرق الظلام الذي حولهم وأيضا أولاد يقبلون الحق ويحبون البر ويبغضون الشر وأولاد يستخدمهم الله لتغيير هذا العالم وتنشئة جيل من الشباب لا يتأثر بل يؤثر.

يوجد مبادئ مهمة في التربية الأسرية المسيحية:

  • تعليم كلمة الله بالتدريج للأولاد حسب فهم الولد، وأيضا تعلمهم تفضيل الآخرين عن النفس وتحمل المسؤولية.
  • القدوة: للآباء تأثير هائل في تشكيل حياة أولادهم بتعليمهم وقيادتهم. ليس واجب الآباء أن يربوا أولادا ليندمجوا في هذا العالم أو يبقوا فيه على قيد الحياة، لكن أن نربي أولادا يستخدمهم الله لتغيير هذا العالم، ويحتاج الأبناء من آبائهم أن يحموهم من التأثيرات العالمية حتى يصيروا ناضجين روحيين إلى الدرجة الكافية لصمودهم.

دور الأم

إن مشيئة الله منذ القديم للمرأة أن تكون زوجة وأم وتهتم في بيتها بأمانة ، وليس هناك مقياس أعظم لقيمة المرأة أكثر من نجاحها في خدمة بيتها كقلب له، كما جاء في (تي 2: 4-5 ) ” لكي ينصحن الحدثات أن يكن محبات لرجالهن ويحببن أولادهن ، متعقلات ، عفيفات، ملازمات بيوتهن، صالحات، خاضعات لرجالهن، لكي لا يجدف على كلمة الله.” كما أن خطة الله أن يكون الاهتمام الرئيسي للمرأة ومجهوداتها مكرسين لخدمة احتياجات الزوج والأولاد.(تك 2: 18 ) ” وقال الرب الإله: ليس جيداَ أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره.

يتجلى دور الأم أيضاً في الإصحاح الشهير من أمثال 31 الذي يتكلم عن المرأة الفاضلة بعشرة نقاط:

  • بها يثق قلب زوجها.

2-تصنع خيراً لا شراً.

  • تشتغل بيدين راضيتين.
  • تستطيع تأمين قوت أولادها.
  • تدبر بيتها حسناً.
  • تسهر على راحة بيتها.
  • تساعد الفقير والمسكين.
  • لسانها مليء بالحكمة.
  • تراقب طرق أهل بيتها.
  • أولادها يطوبونها وزوجها يمدحها.

دور الأب

الله يطلب من كل أب أن يكون شخصية تعبر عن الإعلان الأساسي للكتاب المقدس. إن أخطر لعنة في عصرنا الحالي تتجسد في الآباء الذين يمثلون الله في طريقة خاطئة. لذا دور الأب مهم جدا في قيادة أبنائه لمعرفة الله وإعداد ذرية تقية من أجل الرب، إن الأب المؤمن يعين من قبل الله كخادم لله في حماية الأبناء من الشر في هذا العالم لأن الأبناء لا يستطيعون حماية أنفسهم. عندما يخبر الأب ابنه أنه قد آمن وصلى من أجله فهو يُقدم له قدوة باعترافه أن الله هو رب البيت الأعظم. كما يجب أن يركز الأب على علاقته الطبيعية بابنه المبنية على المحبة في التأثير عليه بطريقة إيجابية لتحقيق مقاصد الله في حياته.