المواضيع :

6 أمور أبقتني واقفة في زمن الحرب

شارك المقال

6 أمور أبقتني واقفة في زمن الحرب

داماريس النواورة 

صدمة تلو الأخرى، وفترات صعبة تمرّ بها بلادنا. وفي ظلّ الحرب، لكل طرف معاركه: السياسة في الميدان، ونحن في أعماقنا نخوض معارك أخرى… في نفوسنا وأجسادنا.
نعيش في حالة تأهّب دائم للهروب. إشعار واحد على الهاتف كفيل بأن يرفع مستوى الكورتيزول، يوقظ اللوزة الدماغية (الأميجدالا)، ويشعل فينا الرعب. نتحرّك بسرعة: نهاجم، نحتمي، نبحث عن مكان آمن.
وصوت الصفارات لم يكن سوى طبقة إضافية تؤكّد أن لحظة التقاط الأنفاس باتت نادرة، وأن الحياة والموت صارتا فكرتين متقاربتين أكثر من أي وقت مضى.

لكن ما شدّ انتباهي في هذه الفترة، هو اختلافنا كبشر في كيفية تعاملنا مع الأزمات: بين من يغلب عليه الخوف والحذر، ومن يبدو لا مباليًا أو مستهترًا.
وتعلّمت من هذا التنوّع أنها ليست مجرّد ردود فعل، بل آليات دفاعية يستخدمها كل شخص ليكمل يومه، وليتمكّن من مواصلة حياته.

أنا شخصيًا من النوع الذي يذعر ويخاف. أصوات الانفجارات وشعور انعدام الأمان أنهك جسدي وأتعبني.
ومع ذلك، هناك أمور ساعدتني كثيرًا في هذه المرحلة حتى لا أُهزم أمام الخوف والقلق، وأبقى واقفة رغم وقع الحرب:

  1. وجود أشخاص حولي:
    كنت في بيئة متمسكة بإيمان عميق أن صلاح الله أقوى من الشر، وأن ما نمرّ به ليس غائبًا عن عينيه.
    سماحه بالحرب لا يعني أنه غائب عن المشهد، ولا أن مشيئته هي القتل والدمار.
  2. محادثات خفيفة مع المقرّبين:
    كنا نركّز فيها على الجانب الإيجابي، نبحث عن النِعَم الأخرى، ونتدرّب على الامتنان لنكمل طريقنا برجاء أن الغد سيكون أفضل.
  3. وجود شخص قريب:
    سواء كنتِ مع عائلتكِ في البيت أو مع أحد يشارككِ الغرفة، العلاقة القريبة كانت مصدر أمان في لحظات الوحدة. لم نكن وحدنا، وهذا وحده خفّف من شعورنا بعدم الأمان.
  4. اجتماعات الصلاة:
    رفعنا عيوننا إلى الله، شاركناه مشاعرنا وخوفنا، وتمسكنا بوعوده بالسلام والتدخل. أخذنا دورنا بالصلاة من أجل بلادنا، رؤسائنا، وحكّامنا.
    واختبرنا فعلًا أن الأوضاع بدأت تهدأ يومًا بعد يوم، حتى الوصول إلى اتفاق.
  5. القيام بمهام يومية:
    سواء استمر عملكِ مثلي، أو بقيتِ في البيت، فإن إنجاز بعض المهام – منزلية كانت أو عملية – وحتى وسط تبادل الأخبار، كان يعطينا شعورًا بالأمل أن الحياة ستستمر.
  6. محاولة الحد من متابعة الأخبار بشكل دائم:
    لم يكن الأمر سهلًا عليّ. أحيانًا كنت أشعر أن معرفة ما يجري تطمئنني وتجعلني مستعدة للأسوأ أو الأفضل.
    لكنني اكتشفت أن ما يحدث في الخارج سيحدث، سواء عرفته أم لا. وما أحتاج معرفته سيصلني.
    الحد من المتابعة هدّأ أعصابي، ومنحني قدرة على التركيز في أمور أخرى مريحة ومفيدة.

الحرب تُرهقنا وتهزّ استقرارنا، لكنها لا تستطيع أن تسلب ما في داخلنا.
قد لا نستطيع تغيير ما يجري حولنا، لكننا نستطيع أن نحفظ ما هو أعمق: قلوبنا، رجاءنا، وإيماننا.
وفي العلاقات، وفي لحظات الامتنان البسيطة، وفي صلوات تُرفع بصمت… نجد ما يجعلنا نُكمل.

Loading the next set of instagram posts...