احذري التذمر وتحلّي بالامتنان
هديل داوود (معالجة نفسية بالفنون- تخصص في علاج الصدمات وضحايا الاعتداء الجنسي)
هناك من يتذمر لان للورد شوكاً، وهناك من يتفاءل لان فوق الشوك وردة (جبران خليل جبران)
قبل التطرق لفوائد الامتنان، دعيني أشاركك بأضرار التذمر على حياتنا الروحية، النفسية والجسدية:
- إن التفكير السلبي يؤدي لإنتاج المزيد من الأفكار السلبية والمشوهة في كل مره اعتاد دماغنا على التذمر، كلما ازدادت الاحتمالية ان يفكر بطريقة سلبية لاحقا. عند تكرار سلوكيات معينة -مثل التذمر- تتشابك الخلايا العصبية مع بعضها البعض لتسهل عملية نقل المعلومات، وفي كل مرة يفكر فيها الشخص بنفس الطريقة، ترسل إحدى خلايا المشبك إشارات كيميائية تسرع من عملية نقل المعلومات.
- يؤثر بشكل سلبي على الذاكرة تُظهر فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن التذمر المستمر يمكن أن يؤدي إلى تقلص حجم الحُصين، المنطقة المسؤولة في الدماغ عن الوظائف الإدراكية والذاكرة. بالتالي يؤدي صغر حجمه الى تدهور الذاكرة والقدرة على التكيف مع المواقف الجديدة. يمكن أن يحدث هذا حتى بعد أيام قليلة من الإجهاد ويؤدي إلى ضرر طويل المدى.
- يزيد من مستوى هرمون الكورتيزول عند التذمر، فإنك تزيدين من مستوى الكورتيزول، يمكن أن تؤدي المستويات العالية المزمنة من الكورتيزول إلى مشاكل صحية عديدة منها: مشاكل في جهاز الهضم، اضطرابات في النوم، ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، كذلك قد يؤدي التذمر الى خطر الإصابة بالاكتئاب.
- يمكن أن تقصر من العمر الافتراضي الخاص بك إن التذمر المستمر لا يؤثر فقط على صحة الشخص في الوقت الحالي، بل قد يكون ضارًا على المدى الطويل أيضا. وجدت إحدى الدراسات المنشورة في سجلات الطب النفسي أن المتفائلين يعيشون أطول من المتشائمين، مع خطر أقل للوفاة بنسبة %55 من جميع الأسباب و %23 أقل من خطر الوفاة بسبب قصور القلب.
- التذمر يؤثر على الأشخاص المحيطين أيضًا لا أحد يريد أن يتواجد حول أشخاص متذمرة وسلبيه في التفكير، ولكن إذا واصل الشخص في هذا الأسلوب، فإن الأشخاص المحيطة به سريعا ما تعتاد على اكتساب هذه العادة السلبية والتكيّف معها. فالاستماع لشخص يشتكي يجعل المستمع أكثر قابلية ليصبح سلبيًا أيضًا، وهو الأمر الذي قد يزيد الرغبة بالتخلص من جميع هذه الأفكار السلبية بشكل مستمر.
- التذمر له تأثير في زوال البركة من حياتك إن التذمر معطل وحاجب البركة عنا، ففي التذمر ينحدر الشخص الى قوقعة اليأس والإحباط والى عدم رؤية يد القدير وبركته في حياته. قد يخسر الشخص الكثير من نعم الله وبركاته عندما يسمح للتذمر بأن يستقر في الفكر ونهج الحياة “وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ” (1 كو 10: 10).
الامتنان يجعل لماضينا معنى، ويجلب السلام لهذا اليوم، ويخلق رؤية للغد. – ميلودي بيتي
لقد تطرقت الكاتبة الأمريكية ميلودي بيتي الى أهمية الامتنان، وذكرت تأثيره الذي يعطي لماضينا معنى، ويجلب السلام ليومنا ويحفزنا لانتظار الغد بلغة الشكر والامتنان. دعيني اشاركك بفوائد الامتنان لربما اذا اتبعتي نهج حياة الشكر والامتنان يعود بالفائدة لك وعلى من حولك:
فوائد الامتنان
- تحسين صحة الشخص الجسدية، والنفسية والروحية.
- ازدياد في احترام وتقدير الذات.
- تحسين الذكاء العاطفي.
- انخفاض التوتر والقلق الناجم من ضغوطات الحياة.
- يحسن القدرة على النوم بشكل أفضل.
- يزيد من قوة العلاقات.
- يقلل من شعور بالوحدة.
- هو مفتاح البركة في علاقتنا مع الله وبناء علاقة وطيدة بيننا وبين الله “اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ” (1 تس 18:5).
أختي العزيزة هل تتفقين معي أن أسلوب التذمر ضار ومؤذي جدا لحياتنا؟ أما الامتنان فله تأثير طويل المدى على حياتك فالامتنان يحسن من صحتك النفسية، هو حالة ذهنية وسلوكية. إذا ما تحول الشخص من حالة ذهنية سلبية حيث لديه مشاعر مثل القلق والاكتئاب إلى حالة ذهنية أكثر إيجابية باستخدام الامتنان فيمكنه تحسين من صحته العقلية والنفسية بشكل كبير.
أمامك بعض من الطرق السريعة والبسيطة لممارسة عادة الامتنان:
- سجلي الأمور التي انت ممتنة لها.
- في بداية كل نهار حددي الأمور التي تشكرين الله لأجلها في هذا اليوم خذي دقائق قليلة للتفكير بشأن الأشياء الأخرى التي يمكن أن تكوني شاكره عليها في الحياة.
- دوني في مفكرتك الخاصة ووثقي الخبرات التي مررتي بها ويمكنك ان تكوني ممتنه عليها.
- دربي نفسك على إيجاد الأمور الإيجابية من حولك.
- دربي نفسك على التكلم بلغة الامتنان والتقدير.
- ارسلي رسائل امتنان وتقدير للأشخاص المؤثرة إيجابيا على حياتك.
- وفي نهاية اليوم، فكري في إنجازاتك ونجاحاتك وما الذي يجب أن تكوني ممتنة له في ذلك اليوم.
رائعة وعمليه..