حرصاً منّا على تواصلنا المستمر مع قارئاتنا، قمنا بإنشاء هذه الزاوية التي نقوم خلالها بسؤال مجموعة من النساء بأعمار ومناطق سكن وخلفيات مختلفة، سؤال معين فيه تحدي، نطرحه وننشر أجمل وأجرأ الإجابات.

“لو سنحت لكِ الفرصة أن تحيي حياتك مرة أخرى، هل كنتي ستقومين بأمور بطريقة مختلفة ولماذا؟”

رهام خير

 السوشيال ميديا اليوم تجعلني في بعض الأحيان أشعر بالنقص، وتجعلني أقارن نفسي بالأشخاص الذين أتابعهم من ناحية الشكل والإنجازات، الأمر الذي يُشعرني بالحزن والإحباط ويؤثر على سعادتي ونظرتي لنفسي، رغم معرفتي وإدراكي لأن ليس كل ما نراه على صفحات التواصل الاجتماعي واقعي وحقيقي.

سيلينا لولص

تؤثر السوشيال ميديا على نظرتي لنفسي من جانبين، الأول إيجابي، فهي تدفعني لأستمر للأمام وأنضج من خلال المقالات والكلمات المشجعة التي يُشاركها بعض الأشخاص. والجانب الثاني سلبي، لأن مواقع التواصل تُعتبر نوعاً ما مزيفة، فهي تُظهر أن الحياة كلها رفاهية ووردية وليس هنالك صعاب، فنقع في فخ مفهوم السعادة المزيفة.

جمانة سلفيتي

يكاد لا يوجد من ينشر صورة غير جميلة على وسائل التواصل الاجتماعي. فهذه المنصّات أفضل مكان لظهور الأشخاص بأفضل شكل وأبهى صورة أمام العشرات بل المئات من الأصدقاء والمُتابعين. رغم أن هذه المُشاركات لا تعكس الواقع بأي شكل من الأشكال بطبيعة الحال. ناهيك عن انعدام الخصوصية في أكثر الأحيان. وهذا الأمر فتح الباب أمام المُتابعين الشغوفين بالمُقارنات الشخصية، ويبدو أن ذلك خلق أزمة نفسية واجتماعية حقيقية وجدّية.  وقد وقع العديد من الأشخاص في هذا الفخّ. أدعو إلى إعادة تقييم الأمور والسلوك بفكر متوازن وفيه حكمة.

 

روزيت لولص

في كل مرة أتصفّح فيها وسائل التواصل الإجتماعي، وأشاهد المؤثرين والمشهورين أو حتى الأصدقاء يسافرون ويذهبون إلى أماكن مختلفة، ويقومون بعرض أشياء أنا لا أمتلكها، هذا يُشعرني بالنقص وبأنهم سعداء أكثر مني. وحتى على مستوى العمل أو المواهب، فهناك طبيعي أشخاص متطورين أكثر مني، أو لديهم متابعين أكثر، فأبدأ بطرح الأسئلة على نفسي، مثل هل مستواي بالعمل أقل منهم؟ هل هم متطورين أكثر مني؟ هذا كله من شأنه أن يزيد من الضغط والتعب النفسي وأن يُشعر بالإحباط. برأيي أن السوشيال ميديا هي أكبر مشكلة بين الشخص ونفسه وبين الشخص والآخرين وحتى شريك الحياة، هي أبداً ليست مصدر للسعادة بل لتضييع الوقت.

ريم مرعب

أنا لدي نظرة سلبية ونظرة إيجابية، من الناحية السلبية نرى أن الأشخاص والمواقع المختلفة تُشارك صور وأشياء جميلة فقط! ويقومون بمشاركة الأوقات الحلوة فقط، مما يُشعرني أنني أقل سعادة منهم، وأنني لا أعمل الأشياء التي يعملها الآخرين. من الناحية الإيجابية فهناك الكثير من الأشياء التي نحصل عليها من الانترنت التي من شأنها أن تُشجّعني وتحفّزني أن أقوم لأعمل أشياء جديدة وأذهب لأماكن جديدة، وأقابل أشخاص جدد.

رنين ابو سعدى

تؤثر وسائل التواصل سلباً على سعادتي، فأحيانا تظهر لي أني أحتاج إلى القيام بأمور لأشعر بالسعادة وقيمة الحياة، وعندما لا أستطيع أن أقوم بها، أشعر بالاكتئاب.  من ناحية أخرى لدى مواقع التواصل جانب إيجابي يتمثّل في إمكانية التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة البعيدة، وهذا يسعدني. فهي سلاح ذو حدين، فبينما أحصل على معلومات من خلال فيديوهات عن التربية والتعامل مع طفلي الرضيع، أرى أن نفس الأم مستمرة بحياتها وكأن شيئاً لم يتغير بوجود الطفل، فهي تخرج وتتنزه وتتفسح حتى برفقة طفلها، وأنا كلي خوف من أن أفتح باب بيتي حرصا على سلامة طفلي.

نانسي صموئيل

حصرت السوشيال ميديا مشاعرنا في القليل من ال emoji’s وبعض ال reacts فلم نعد نعطي مشاعرنا المساحة الكافية أو الحقيقية للتعبير عنها. لم نعد نضحك بصوت عالي أو حتى ننفعل مع مشاعرنا السلبية، كل المشاعر انحصرت في جزء من الثواني، بشكل نضغط عليه، لنتفاعل مع أنفسنا.

أصبح أيضًا مقياس السعادة هو “الصورة الرائعة”. فالكثير منا يبذل مجهود كبير في توثيق لحظات مختلفة من حياته، بتكوين عناصر صورة جيدة ليُشاركها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدلًا من أن يستمتع هو بذاته باللحظة. فأصبحنا لا نعيش لحظاتنا بشكل عفوي وطبيعي، وأصبحت عقولنا تفكر كيف يُمكننا أن نخلق من هذه الصورة صورة تُعجب الآخرين.

بالتأكيد هذا أثّر على صورتنا الذاتية لأنفسنا، فأصبحنا نقارن من نحن، وشكل حياتنا، وبيوتنا، وأزواجنا، وأولادنا، وأصدقائنا، وشركائنا بالعمل، وكل ما نملك بالآخرين. وبالتالي أصبح “سقف” توقعاتنا مِن أنفسنا ومَن حولنا أعلى بكثير من واقع حياتنا الذي نعيشه. قد نهتم “بماذا” نمتلك و “بما” يُمكننا التباهي به على حساب “مَن” نحن ومن هم في دوائر علاقاتنا”.