المُر يَمُر وسنَزهر
بقلم: أ. ساندرين هلال، مديرة مركز المشورة سايكولوجي اليوم
حياتنا، عزيزتي، ليست ثابتة، وليست وردية دائمًا. إنها مليئة بالتجارب، والضغوطات، والتحديات التي تجعلنا أحيانًا نخفق في الحفاظ على معنويات إيجابية، مما يؤثر على مستوى الأمل لدينا. وفي ظل كل ما نمر به من مرارة، يتبادر إلى الذهن السؤال: ماذا علينا أن نفعل تجاه كل ما يحدث؟
إليكِ بعض التقنيات التي قد تساعدكِ على تخطي هذه الأوقات الصعبة:
- الحوار الفعال: تعتبر هذه التقنية من أروع وأكثر الأساليب فاعلية. يمكنكِ استخدامها مع عائلتكِ وأصدقائكِ. تعبيركِ عن مخاوفك، وتوترك، وحتى مشاعرك المحبطة، سيساعدك على التعرف على نفسك أكثر وفهم ما يدور بداخلك. كما سيمكنك من التعرف على خبرات الآخرين وأفكارهم التي قد تعينك. (فكرة + فكرة = بناء)
- قبول عدم السيطرة: حاولي أن تفهمي أنه لا يمكنك السيطرة على الأمور الخارجية، ولا تضعِي كل طاقتك في التفكير الزائد عن الأمور التي تتجاوز قدرتك. بدلاً من ذلك، ركزي على التعامل مع الظروف التي يمكنك السيطرة عليها، مثل شؤونك الخاصة وعائلتك. هنا يبدأ القلق بالتلاشي تدريجيًا، خاصة عندما تشكلين من عائلتك وبيتك بيئة آمنة ومساحة للتعبير الحر عن المشاعر.
- الشجرة واحتياجاتها: تساءلي عن ماذا تحتاج الشجرة كي تنمو؟ وما الثمار التي تنتجها؟ جذورنا وما نشأنا عليه من الماضي والظروف المحيطة تشكل ما تتغذى عليه الشجرة، وبالتالي ما الثمار التي يمكن أن تنتجها. تلك الشجرة تمثلنا، لذا اهتمي بقلع كل ما يعوق إنتاج ثمارها الصحية. اعتني بما تسقيه، واهتمي بتوفير السماد الجيد لتثمر. علينا أن نفتح عقولنا وننتبه لأفكارنا، ونهدئ من روعنا بعيدًا عن كل التشويش.
- تعرفي على الله أكثر: تقربي منه، فرحلة البحث عن السلام الداخلي تتطلب منا الاعتناء بسلامنا. الهدوء والسكينة لا يأتيان من الظروف، بل ينبعان من إيماننا بأننا قادرون على تخطي كل شيء.
- اعتني بصحتك: مارسي الهوايات التي تحبينها، فهي ستنعشك وتخرجك قليلاً من العالم الخارجي، مما يجعلك تعودين بنشاط وتجدد لديك شعور الأمل.
- فكري بعقلك: حاولي أن تفكري بأفكار عقلانية واقعية، وابتعدي عن الأفكار المحبطة أو غير المنطقية. وظفي عقلك للتفكير السوي والناضج في التعامل مع الضغوطات، كي لا تجهدي نفسك وتؤثري على صحتك النفسية.
وأخيرًا…
كل مُر سيمر، وتذكري أنك ستكونين بخير. كل ما علينا فعله هو مواجهة كل ضغط بشجاعة وإيمان بأننا قادرات على تخطيه. كل صباح، رددِي عبارات إيجابية، فهي قد تساعدك في تدريب ذهنك على التفكير الإيجابي. ومع مرور الوقت، كلما مارسنا الإيجابية في حياتنا، مهما كانت الظروف من حولنا، سنجتازها بكل حب وشغف للحياة، وسنصل إلى مرحلة النضوج والنجاح.
تذكري أننا سوف نزهر، وكل مُر يَمُر.