نقاط عملية: كيف نحافظ على أنفسنا في ظل الظروف الراهنة
بقلم دماريس النواورة
“كل العالم بكفة وإحنا بكفة”
كم من مرة سمعتِ، عزيزتي، هذا المثل! ولكن هل تخيلتِ يوماً أننا نستطيع أيضاً تطبيقه على أوضاع بلادنا الراهنة؟ فإننا فعلاً، مع كل التعقيدات التي نمر بها كبلاد سياسياً وجغرافياً ودينياً وما إلى ذلك، نمر بحروب متقاربة قد يكون باقي العالم قد نسي معنى هذه الكلمات.
في السنوات الأخيرة شهدنا تغييرات كثيرة في أوضاعنا السياسية الصعبة، ثم اجتزنا جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية الصعبة، ثم حرباً أخرى أطول وأوسع ما زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
وبذلك، فعلاً يكون العالم بكفة ونحن بكفة لما نعايشه من ظروف راهنة.
والسؤال: كيف لنا في ظل هذه الأزمات أن نحافظ على أنفسنا؟
- الاتزان: لا تنفصلي عن العالم الخارجي، لكن لا تسمحي للأخبار أن تبتلعك وتفقدك رجاءك وسلامك.
- شاركي: عبّري عن مشاعر الخوف والقلق لأقرب شخص منك؛ فعندما تطلقين هذه المشاعر، ستكونين متاحة للتفكير بموضوعية.
- استغلي الوضع: هل تعلمين أن هذا الوقت هو لصالحك أيضاً؟ اقضي وقتاً مع عائلتك ومن حولك؛ إنه الوقت الأنسب للتقرب منهم وتقوية العلاقات.
- الانتباه: غالبية الناس في هذه الأوضاع تتبنى فكراً سلبياً أو منظوراً ضيقاً للوضع الراهن، فيرددون كلمات سلبية وسوداوية قد لا يعون تأثيرها عليهم، مثل: “فش أمل”، “الموت أفضل”، “يقتلونا ونخلص”، “الهجرة أشرف” وغيرها… أما أنت، فانتبهي وكوني واعية، واختاري كلماتك الخاصة التي تعكس الأمل والرجاء.
- الاستمرارية: ما نحياه اليوم ليس نهاية القصة، ومهما طالت المحنة فلا بد أن تنتهي هذه الظروف. هذه ليست شعارات رومانسية بل واقع تاريخي نختار بقصدية أن نراه ونتذكره لنستمر في جدة الحياة.
- خططي: من أكثر ما سمعته في هذه الفترة: “حتى نخطط مش قادرين، مش عارفين شو جاي بكرا.” صحيح قد لا نعرف ما يحمله الغد، لكن اليوم بين يديك، استغليه وخططي له وحققي أهدافاً صغيرة يومياً. فمن يعلم؟ قد يكون الغد أفضل من اليوم! وستكونين أنت الرابحة.
- سلمي واستلمي: مهما طالت لائحة النصائح التي أقدمها لك من خبرتي الصغيرة، إلا أن أفضل ما أستطيع أن أقدمه لك، عزيزتي، هو تشجيعكِ على قضاء وقت مع الله. وتذكري قصة إيليا النبي؛ فبعدما أثبت أمام الآلاف أن الله هو الإله الحق، خاف واختبأ بل وهرب من تهديدات القتل والموت ومن الجيوش الكثيرة، فتحول نظره بعيداً عن الله، لكن الله زاره بصوت خافت حنون ورقيق وقال له إنه ما زالت ٧ آلاف ركبة لم تنحنِ لبعل.
تشجعي، عزيزتي؛ الله قادر على كل شيء، فحتى وسط الظروف الراهنة قادر على أن يقدم لك التشجيع والقوة والعزيمة للاستمرار…