بقلم ماتيلدا توما
لقد أجمع العالم بأسره دون أدنى شك أن عام 2020 من أسوأ أعوام القرن الواحد والعشرين.
فأزمة الكورونا التي ضربت عرض الحائط لم تؤثر فقط علينا كأفراد وعائلات، لكنها أطاحت باقتصاد العالم بأسره.
جاء هذا الفايروس الميكروسكوبي ليهز عرش العالم الصحي، والاقتصادي وحتى السياسي!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل هذه الأزمة، بالرغم من قسوتها وقوة تأثيرها على أغلب جوانب الحياة، هي الأولى من نوعها في حياتنا؟ هل كانت حياتنا كأفراد أو حتى دول، خالية من الأزمات؟ وكيف نستطيع كأفراد المحافظة على الاتزان بإيجابية الفكر وسط زلزال الثبات وعدم الأمان؟
لقد وجدت في رسالة فيلبي آية مفتاحية لربما تساعدنا في فهم منهجية تفكير تقودنا للسلوك في طريقة أفضل وسط الأزمات.
عندما كتب بولس الرسول رسالة فيلبي ، كان في السجن. تلك الرسالة التي تحمل كماً كبيراً من الفرح والتشجيع من شخص يُفترض به أن يكون في حزن واكتئاب.
في العدد الثالث عشر من الإصحاح الثاني مكتوب : ” أَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ.”
لا يعمل الله فينا رغماً عنا، فلا بد لإرادة الإنسان الحرة السماح لله بالتدخل في أعماقنا وأفكارنا. وواحدة من طرق السماح لله هي الاقتراب من كلمته.
مكتوب أن كلام الله في الوحي المقدس ” نَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ “
إذاً رغبتنا الحرة في الاقتراب من كلمة الله والسماح لها بتعليمنا، وتوبيخنا وتقويم سلوكياتنا وأفكارنا هي ببساطة عمل الله فينا. فبالعودة إلى رسالة فيلبي والآية المذكورة أعلاه، نلاحظ أن الوحي المقدس يوضح لنا أنه عندما يعمل الله فينا يؤثر هذا العمل بشكل مباشر على إرادتنا وبالتالي قراراتنا ” أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا” .
وفي وسط الكم الهائل من الضغوطات والاحباطات نتيجة كل ما يمر به عالمنا اليوم، لا يمكننا أن ننجو سوى بالاقتراب من كلمة الله والسماح له أن يعمل فينا فيُغيّر إرادتنا لتتناغم مع قلبه ويُغيّر سلوكياتنا و قراراتنا فنحيا حياة مُسرّة مرضية وسط الأزمات.