المرأة في شرقنا الجريح: أيقونة صمود وأمل.
بقلم القس الدكتور جاك سارة، رئيس كلية بيت لحم للكتاب المقدس.
لا أستطيع أن أتخيل مقدار الضغط والتعب الذي تعيشه المرأة في شرقنا المتألم. من فلسطين إلى كافة أرجاء الشرق الأوسط، تبقى النساء من أكثر الفئات المجتمعية معاناة، وهن الأكثر عرضة لتحمل الضغوط وآثار الكوارث، لا سيما في ظل الحروب كما هو الحال في فلسطين اليوم ومناطق أخرى من إقليمنا الجريح.
واقع المرأة في منطقتنا متشابك ومعقد. فهي ليست فقط ضحية للظروف العامة، بل تواجه تحديات إضافية ترتبط بدورها المجتمعي كمسؤولة عن البيت والأطفال، إضافة إلى أعباء الحياة اليومية التي تقع في معظم الأحيان على عاتقها وحدها. هذا الواقع القاسي يجعل تحدياتها مضاعفة. كم من النساء فقدن أزواجهن أو أبناءهن بسبب الحرب، وكم من القلوب امتلأت بالحزن والصدمة! كيف يمكن لهن أن يواصلن الحياة وسط هذه العتمة؟
لكن وسط هذه الظلمات، تتألق شجاعة النساء وصبرهن في وجه المحن. أعرف الكثير من النساء اللواتي بالرغم من الآلام والمعاناة، ما زلن يواجهن التحديات بإيمان قوي وإرادة لا تلين. إنهن ملهمات بكل ما للكلمة من معنى.
في خضم هذه الأوضاع القاسية، نجد في كلمة الله مصدراً للنور والقوة. كلمات الرب يسوع في إنجيل يوحنا تعزينا وتمنحنا الرجاء: “قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام. في العالم سيكون لكم ضيق. ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم” (يوحنا 33:16). وفي رسالة بطرس الرسول نجد وعداً إلهياً يحمل الكثير من التعزية: “ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم” (1 بطرس 7:5).
أخواتي، الله يرى معاناتكن، وهو معكن في كل خطوة. ثقن به وارفعن همومكن عند قدميه. ستجدن فيه مصدراً للقوة والشجاعة والنور الذي سيشع في حياتكن وفي حياة أطفالكن، ليكون نوركن أيضاً دافعاً لهم لمواجهة التحديات معكن.
أصلي للرب من أجلكن وأطلب أن يمنحكن القوة والسلوان وسط هذه العواصف، وأن يضيء نوره في حياتكن لتكونوا منارات أمل لكل من حولكن.
ختاماً، أقول بكل صدق وفخر: أنتن رموز للتضحية والعطاء والصمود. حياتكن شهادة حية لدوركن الجوهري الذي لا غنى عنه لاستمرار الحياة. أشكركن من أعماق قلبي، وأدعو الجميع لتقديركن والوقوف بجانبكن، لأنكن بحق صانعات الأمل.