بقلم الهام نيسان.
لقد أنهكتها الحياة، وأرهقها الزمن وأتعبتها أفكارها وتضاربت مشاعرها، ولم تتوقف أسئلتها. ماذا يخفي الزمن في طياته؟ متى أرى النور في حياتي؟ أين أجد راحتي النفسية والجسدية والروحية. لقد تعبت، فأنا لم أعد أصدق أن الخير قادم، وأن الغد أفضل، وأن هنالك شيء اسمه أمل ورجاء وخير، فأنا متعبة ومرهقة.
دعيني أشارككِ عن قصة امرأة وجدت نفسها تقف أمام ذكرياتها من صور زفافها وكل ما يتعلق بماضيها ومشوار حياة صعب منذ لحظة الزواج الأولى. فزواجها تقليدي لزوج يعمل ليلا نهارا ليوفر الحياة الكريمة لها ولأخواته، فهو يتيم الأب والأم يحاول جاهدا أن يسد احتياجاتهم، بالإضافة لألم عدم الإنجاب وتعسر العلاج. أما هي فلا تعمل ولا مدخول، وضيق العيش خانق.
لم تعتاد تلك المرأة التوجه إلى الله في وسط المحن والاحتماء به،بل كانت دائمة التذمر تسال باستمرار أين أنت يا الله؟ هل أنت فعلا موجود ولماذا لا تسمعني؟لماذا تسمح بكل ما يحصل وبصعوبة العيش وعدم الإنجاب ومشاكل أسرية أخرى لا تنتهي؟ أن احتمالي فاق الوصف.
تمضي الأيام إلى أن يُرتّب الله لها لتعمل في الكنيسة التي تنتمي إليها كمساعدة للطاهية هناك. فجأة وجدت ما كان ينقصها، انه مجتمع صغير مكوّن من راعي الكنيسة وسائر الخدام، فأصبح لديها عائلة تنتمي إليها التي من خلالها لمست عمل الله وظهرت استجابات على تساؤلاتها. فقد تعلمت من هذا المجتمع الجديد الكثير، وخصوصاً من الراعي. تعرفت على كيفية بناء علاقة شخصية مع الله بتشجيعها على قراءة الكلمة والانضمام لمجموعة النساء التي تجتمعن للتأمل والصلاة. تدريجياً بدأت أحوالها المادية والنفسية بالتحسن وبالتالي تحسنت علاقتها بزوجها فكل يوم كان يمر كانت تأخذ منه عبرة.
“الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِي. عَوْنِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. يَا إِلهِي لاَ تُبْطِئْ” (سفر المزامير 40: 17)
أيقنت أن الله خلقها وأوجدها لتحيا حياة وتكون حياة أفضل في طريق المسيح، لقد تحررت من الوساوس الفكري وانتفض جسدها بحيوية من خلال كلمة الله، كما تقول الآية: إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً. – كورنثوس 5: 17فروحها بدت وكأنها ولدت من جديد.
تغيرت نظرتها للحياة عندما لمست النور الحقيقي الذي كان يخاطبها في كل آية يومية كغذاء لروحها، نعم انه فرح الإيمان ليس كأي فرح!
لقد رأت الحياة بمنظار جديد، فقررت هي وزوجها أن يتبنيا ابناً أضفى على البيت الجو الجميل والجديد الذي لم تعهده قبلا. إن تقبّلها للدعم في عملها عكس عن استعدادها للتغيير الجذري الذي لم تكن تتخيله.
إن هذه القصة هي مثال حي وواقعي من حياتنا ليس فيه مراوغة. تصف لنا حياة كثير من النساء اللواتي واجهن الصعاب ووصلنا لحافة الهاوية التي كادت أن تسحقهن دون رجعة، لكن تدخّل المسيح في حياتهن وتقبّلن هذه الخطة الإلهية وكنّ على استعداد في تغيير المنظومة الفكرية الناتج عن تأثير البيئة الصحية والعلاقات الداعمة والعلاقة مع الله.