بالمشيئة الإلهية نتقدم خطوات واسعة من أجل الغوص في أعماقك وتلبية احتياجاتك الروحية والذهنية والاجتماعية. إننا هنا ، ومن هذا المنبر المليء بالمحبة والإيمان نختار مواضيعنا بدقة وعناية بعد تفكير طويل وصلاة تلهمنا وترشدنا إلى القرار السليم.

ربما، لن نستطيع اختراق قلبك، لكننا بالتأكيد نسعى إلى إحداث التغيير الايجابي في حياتك، وهذا يدفعنا إلى التعامل مع واقع الحياة اليومية بكافة تناقضاتها، حيث اخترت أن أتحدث عن تجربتي الشخصية  انطلاقا من قصة زواجي، النموذج الحي ومرساة نفسي ومظلتي التي تحميني من أعاصير الأزمات وهبات الألم الذي نسقط في براثنه في مراحل معينة من حياتنا.

ارتبطنا أنا وزوجي في سن صغيرة وكنت أحمل في جعبتي الكثير من الأحلام  والسيناريوهات الرومانسية  وتخيلت أن الطريق سالكة وستكون مكللة بالورود والتشجيع، لكن من ناحية أخرى وبعيدا عن الأحلام كان لدينا إيمان راسخ بقوة ارتباطنا الذي مركزه المسيح وهدفه خدمة المسيح من خلال شعبه وأرضه.

بالعودة إلى سنين طويلة خلت، وعندما اخترنا أن نحمل رسالة المحبة وسط عالم مظلم مليء بالفساد والأحقاد وفي ظل حياتي العائلية الجديدة بدءاً من  تحمل الأعباء المنزلية والعائلية، وصولا إلى الليالي الطويلة التي داهمني فيها الإحساس بالوحدة والإرهاق بسبب سفر زوجي المتكرر ولفترات زمنية طويلة، إضافة إلى الخدمة التي تتطلب الجهد والعطاء، كلها تحديات سيجت حياتي، لكنني لم أتذمر ولن أتذمر وحياتي ليست بالكمال والجمال الظاهر للعيان إنما ما ترونه هو انعكاس وإشراق ونور مجد المسيح الذي كنت ولا زلت استمد منه المعونة والشبع والرفقة.

مرحلة فاصلة في مسيرة حياتي، الأيام الصعبة التي كنت أكافح فيها لأقود عائلتي إلى بر الأمان، والليالي الطويلة التي كنت أعيش تفاصيلها بحزن وانكسار، فالدقائق طويلة في سكون الليل الذي يضاعف من إحساسي بالوحدة والمتطلبات الحياتية التي لا تنتهي. لكن، وسط الحزن والحيرة قادني إيماني إلى بقعة ضوء خالدة، هذا الضوء هو خياري وحياتي ومستقبل عائلتي وحتى شعبي، وصلت إلى نقطة التحول واخترت حياة الفرح والرضا وسيطرت على حزني وخوفي بكلمات حية تنعش كياني بالإعلانات السماوية، فالتصقت نفسي بالإله العظيم وحطمت قيود الوحدة والإحساس بالإرهاق واستبدلتها بشركة روحية سماوية، فأحببت الغير مرئي وتحولت الليالي الطويلة إلى لحظات أترقبها وانتظرها لتملئني بالقوة والسعادة وتشحن قلبي بالمحبة والقدرة على المزيد من العطاء.

ومع استمراري في  قراءة الكلمة والاستماع إلى العظات وكتابة مذكراتي ومكنونات نفسي والتمتع بلقاء ملك الملوك ورب الأرباب، انتقلت إلى المرحلة الجديدة التي منحتني الفرح والحب وأشرقت حياتي فاختلفت نظرتي للحياة.

هذا لا يعني أن ظروفي الحياتية أصبحت أسهل، فزوجي يستمر في سفره المتكرر والأعباء تزداد يوما بعد يوم داخل الأسرة وعلى صعيد الخدمة. إنما، هي رؤية جديدة بهيجة ومشرقة تعطي قيمة معنوية وروحية لا محدودة، وأقبلت على الحياة بروح جديدة، وعندما يسألني الناس عن سفر زوجي وصعوبة الحياة أقول: “اعتدت على سفره بالمعنى الايجابي للكلمة والمضمون، فقد تعلمت وفهمت كيف أحيا وسط صعوبات الحياة”.

إن أحد أهم دوافعي لمشاركتك تجربتي الشخصية، هو إدراكي للصعوبات والتحديات الحياتية، وسؤالي لكِ: هل ستسمحين للظروف أن تتحكم في مسارك أم ستأخذين زمام المبادرة وتسيطري على مسار حياتك؟ القرار بيدك وعقلك وقلبك وقدرتك على الانتقال إلى مرحلة مشرقة ترفع عن كاهلك هموم الحياة وترتقي بك إلى مستوى أكثر رفعة!

قناعتي تقودني إلى الاستمرار في حثك على اختيار طريق الفرح والقوة والانتصار.