كيف تُساعدين أطفالك على التأقلم مع التغيير
بقلم ميرنا جورجي
طالما اعتبرت أن كل تغيير هو سبب ضغط، وهذا هو الواقع، لكني أرغب أن اضيف للعبارة السابقة عبارة متممة لها ولا تقل أهمية، وهي أن كل تغيير هو فرصة للتعلّم واكتساب مواهب جديدة ومعرفة أعمق للذات ولله.
إن التغييرات الحاصلة في حياتنا كراشدين/ أهل أو حياة اطفالنا أو عائلتنا مثل انتقال مكان سكن، مدرسة، ولادة طفل جديد.. يولّد مشاعر مختلطة في نفوسنا، منها الفرح ومنها القلق، منها الإيجابي ومنها الأقل إيجابية أو حتى مشاعر محبطة.
- لذلك نصيحتي لك اختي القارئة أن لا تفترضي بأنك تعرفين ما يريده طفلك أو ما يشعر به في أي وقت من الأوقات بل عليك سؤالهم، أحيانا كثيرة بطرق خلّاقه ومبدعة لتكتشفي ما يشعرون به. وهنا اتحدث عن تنمية الذكاء العاطفي لطفلك ليقدر أن يميّز عواطفه ويعبّر عنها.
- تعاطفي مع طفلك وضعي نفسكِ مكانه. كأهل قد يكون لنا معرفه بما يمر به اطفالنا لكن قد لا تكون على مقربة من فهم ما يواجهونه إن لم نتعاطف معهم، لذلك اقضي وقت معهم أو اجلسي بمقربة منهم لتراقبي بصمت لجمع المعلومات حول شخصياتهم ولا تنسي أن تثقفي نفسك من خلال القراءة أو مشاهدة برامج توعوية لفهم مراحل تطوّر ونمو طفلك.
- اكتشاف البيئة الجديدة والمحيط الجديد قد يساهم في تخفيف التوتر والتخوّفات جراء الانتقال الى مكان جديد. عندما انتقلنا الى بيتنا الجديد في منطقه جديدة حرصت على التجوّل في الطبيعة حول المنزل، وتجميع مواد من الطبيعة وقمنا بابتكار اعمال فنّية من أوراق الأشجار والصنوبر والبلوط وأصغيت لأطفالي يشرحون ويتحدثون عن أعمالهم الفنية وقضينا وقت ممتع في بيئتنا الجديدة.
- كعائلة نختلف عن بعضنا البعض بالجيل والشخصيات وبالتالي تكون تصرفاتنا وردود أفعالنا مختلفة. لقد عبّر صغيري عن ضيقه واستياءه لانتقالنا إلى بيت جديد ، وحرص في الفترة الأولى في كل مساء أن يطلب الرجوع للبيت الاول. بينما عبّر طفلي الآخر عن فرحه بكل ميزات المكان الجديد والأصدقاء الجدد. من المهم إعطاء المساحة للتعبير عن المشاعر، لا يضر تصوير الغرف وزوايا البيت القديم المحببة للطفل والتحدث معه عن أي جزء يشتاق إليه أكثر. كما أني استشرت معلمته وأخذت بنصيحتها باقتناء حيوان أليف ليعتني به، فشعوره بالمسؤولية يعطيه قسطا من الأمان والثبات.
أدعوك لتكوني متواجدة عاطفيا وأكدي لأطفالك أنكم كعائلة موجودون معا ولو تغير مكان الإقامة ولا تترددي في استشارة المختصين.
- اتكلي على الرب، وثقي وتأكدي أنه لا يتركك بل عينه عليك يرشدك وينصحك ويعلمك الطريق التي تسلكين، صلي قبل وخلال كل تغيير ولأجل كل ما يخطر ببالك أنه سيحدث خلال التغيير، اجعلي الرب مرشدك وقائدك على الدوام. فلا تكون قيادته لحياتك وعائلتك وقتية بل دائمة (اشعياء 58: 11)
- تذكري أن كل تغيير هو فرصة للتدريب على المرونة والتسليم للرب، عندما نكون قابلين للتشكيل والتعليم يكشف الله نفسه لنا فنعرفه وقوة عظمته.
- أدعوك لتتمتعي بالأمان بالبنوة التي منحك اياها الله وتثقي بأبيك السماوي. فالله عندما يعترض حياتنا ليصنع تغيير يعترضها مع الإمكانيات التي يقدمها لنا لنتمم العمل. انت لست وحيدة في مسيرتك.
تذكري عزيزتي أن الخطر الحقيقي لحياة المؤمن هو عدم الطاعة، أما السلام والأمان الحقيقي هو أن تكوني في المشيئة. لذلك اشجعك أن تعرفي فكر الرب من خلال كلمته والصلاة، أطيعِ الرب وثقي في توقيته، اسعي لتعيشي انت وعائلتك في المشيئة واجتهدي لتكوني من النساء التي تفتن المسكونة اينما سكنت واينما تواجدت.