بقلم هالة غنيم
لم نولد من جديد كي نبقى كما نحن. كم من المرات نظرنا حولنا وشعرنا بالاستياء من عدم نضجنا الروحي الذي يظهر في تصرفاتنا وسلوكنا كمسيحيين، عندما لا يكون لدينا القوة الكافية للسيطرة على ذواتنا؟ حيث نجد أن هناك نسبة كبيرة ممن ينجرفون وراء ملذات وأهواء وشهوات هذا العالم، متناسين الهدف الأساسي الذي اختارنا الله لأجله.
وأنت أيتها الإنسانة المسيحية، لربما ناضلت كثيراً مع قضايا خاصة بك شخصياً ولسنوات كثيرة، ولربما فكرتي بعمق في شخصيتك وكيف يمكنك تغييرها لتصبح مشابهة لشخصية السيد المسيح، لكن دون جدوى، ولكني اليوم أقول لكِ بأن هناك أخبارا جديدة تستطيعين من خلالها أن تختبري نمواً ملحوظاً بينما تسيرين في رحلة حياتك المسيحية.
يقدم لنا دلاس ويلارد في كتابه الرائع بعنوان “تجديد القلب: ارتداء شخصية السيد المسيح” أفكارا رائعة، بالإضافة إلى خطوات وتطبيقات عملية ستأخذك في عملية مرتبة وممنهجة نحو تحقيق التغيير والتجديد الروحي الذي تتمنينه.
هناك فرق بين أن تعرفي الطريق وبين أن تسيري فيه. إننا نعرف الطريق الذي يقودنا يسوع إليه، ولكننا نجد صعوبة بالسير فيه، كما نجد صعوبة في السيطرة على ذواتنا، وإنكارها. لذا يركز هذا الكتاب على أن الروح والعقل والجسد والسياق الاجتماعي ونفس الفرد جميعها بحاجة الى أن تتحول إلى شبه المسيح روحياً، وكي يكون تجديدك فعال فانك تحتاجين إلى إنكار ذاتك، والتدرب على ضبط أفكارك ومشاعرك وتجديد قلبك، وذلك من خلال اعتمادك على نعمة الله ووجود النية والرؤية والتطبيق والنهج الملائم لكي تُصبحي على مثال السيد المسيح.
سوف يقودك هذا الكتاب (تجديد القلب: ارتداء شخصية السيد المسيح) إلى أن تقولي مع يسوع “لأني في كل حين أفعل ما يرضيه” (يو8 : 29).