كتاب قيادة المرأة في الكتاب المقدس ورسامتها في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية

بقلم رنان عيسى أبو شنب

 

تعتبر رسامة النساء كقساوسة موضوعا شُغِلت به النفوس وناقشته على مر السنين. فبينما يُعارِضُ البعض هذه الفكرة، يؤمن آخرون إيماناً راسخاً بالدعوة المتساوية للرجال والنساء لخدمة الكنيسة. وكانت الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة في طليعة هذا النقاش، إذ تم تعيين القسيسة سالي عازر كأول قسيسة للكنيسة في يناير 2023 مما يسلط الضوء على التزام الكنيسة بالقيادة النسائية داخلها ويعكس تحولاً نحو المزيد من الشمولية. ويعد هذا الحدث التاريخي مَعلَماً مهماً للنساء في الكنيسة، كما يشكل شهادة على التقدم نحو المساواة بين الجنسين في الخدمة الكنسية.

 

يُعد كتاب “قيادة المرأة في الكتاب المقدس ورسامتها في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة” للقسيس الدكتور منذر إسحق كتاباً هاماً وحيوياً، حيث يستكشف الدلائل الكتابية واللاهوتية والثقافية لرسامة النساء كقسيسات. يتناول الكتاب المساواة بين الرجل والمرأة في الكتاب المقدس واللاهوت المسيحي، حيث تعد هذه القضية هامة لنمو الكنيسة وتحقيق العدالة الاجتماعية. يستند الكتاب على أساس متين من المصادر المتنوعة للمفسرين واللاهوتيين نساء ورجال من جميع أنحاء العالم، وعلى تعاليم الكتاب المقدس ليقدم أدلة مبنية عليها حول المساواة الكاملة بين الجنسين في الخدمة الكنسية، ويعطي أمثلة مفصّلة عن مشاركة المرأة في القيادة والتعليم والنبوة في تاريخ الخلاص. كما يجيب الكتاب على الاعتراضات المتعلقة برسامة المرأة ويحاول تقوية ودعم خدمتها في الكنيسة. يعد الكتاب مهماً بشكل خاص للنساء اللاتي يرغبن في فهم حقوقهن ودورهن في الخدمة الكنسية بحيث يساعدهن على تحديد أدوارهن ومشاركتهن في القيادة والخدمة داخل الكنيسة بمزيد من الثقة واليقين.

 

أسلوب الكتابة البسيط والواضح للكتاب يجعله سهل الفهم للقراء من مختلف المستويات الثقافية. كما يقدم الكتاب تأملات شخصية تدعم رسامة النساء ويجعله أكثر إقناعاً. وعلاوة على ذلك، يستخدم الكتاب أدلة مدروسة ومتينة، ويقدم ردوداً محكمة على الاعتراضات الشائعة على رسامة النساء. كما يتعامل ببراعة مع الأمثلة لتوضيح النقاط الهامة، مما يساعد على توضيح الفكرة بشكل أفضل. ومن الجدير بالذكر أن هذه الصفات الإيجابية للكتاب تساعد على جعله قراءة ممتعة وفعالة لجميع الأشخاص الذين يبحثون عن الإجابات على أسئلة حول رسامة النساء.

 

تعرضت المرأة داخل الكنيسة لسنوات عديدة للقمع والظلم، حيث تم حرمان العديد من النساء المدعوات للخدمة من تحقيق دعوتهن. ومن أجل تحدي هذه النظرة التقليدية التي تنكر حق المرأة في أن تصبح قسيسة، يأتي كتاب القسيس الدكتور منذر إسحق بدعوته إلى اتباع نهج شمولي ومساوٍ في القيادة داخل الكنيسة، وتعزيز قيم العدالة والمساواة، وضرورة تعيين النساء كقسيسات لتحقيق هذا الهدف.