داماريس نواورة

تُكوّن العلاقة العاطفية الفاشلة صراع في داخلنا كنساء، حيث نقع في المنتصف بين عقلنا المُدرك وصوت مشاعرنا العالي، فنجد أنفسنا عالقين في المنتصف بينهما، حاملين في قلبنا جرح عميق نبحث عن من يُداويه.

إليكِ عزيزتي نقاط عملية تُساعدكِ على تخطي العلاقة الفاشلة بطريقة صحيّة:

  1. القدرة على الحسم

من اجل إنهاء أي علاقة فاشلة عليك أن تتحلي بالقدرة على الحسم. فما يجعلك تدورين حول نفس الجبل وكأنك في دوامة، هو عدم حسمك للعلاقة. إن قرارك بإيقاف هذه العلاقة السامة بالتأكيد لن يكون سهلاً، لأن الفراق بحد ذاته أمر صعب يستنزف من مشاعرنا ودموعنا، ولكن اتخاذك القرار الصائب سيقودك في المستقبل القريب إلى راحة وهدوء وفرح، فلابد لمن يزرع بالبكاء أن يحصد بالابتهاج.

  1. رؤية الفشل

كثيرا ما نبحث عن مبررات لهذه العلاقة من أجل استمرارها، فنُبرر تصرفات الطرف الآخر دائماً من أجل أن لا نفقده. اسمحي لي أن أقول لكِ، إنها أكاذيب تقيّد وتُعيق تقدمك. فالقدرة على رؤية الفشل والاعتراف به لا يعني أنك امرأة فاشلة في العلاقات، بل هو المفتاح لخروجك من هذه العلاقة، وتفكيركِ بالأفضل لنفسك.

  1. عدم الاستجابة للابتزاز العاطفي

“أعطيني فرصة أصلح العلاقة”، “راح أتغيّر”، “آخر مرة سامحيني.” وتكثر العبارات وطرق الابتزاز العاطفي من شريك العلاقة الفاشلة في محاولة لإبقائك معه وله. وكثيرا ما نخضع لهذا الابتزاز وننجرف وراء عواطفنا ونعيش في حالة من الهيام الوقتي. لكن المشكلة هي في جوهر العلاقة وليست الهوامش التي تحيط بها، لذلك خطوة إنهاء العلاقة الفاشلة تستلزم الشجاعة والقليل من قسوة القلب وعدم الاستجابة لهذه المحاولات.

  1. التخلي عن العلاقة وتفاصيلها بالكامل

تخيلي أنك تركبين على ظهر مركب أصابها خلل وبدأت بالغرق، هل نغرق معها؟ هل نحاول إنقاذها؟ أم هل نمسك بألواحها أو نأخذ من مساميرها كتذكار؟ أم أننا لا نلتفت وراءنا للمركب الغريق ونعوم حتى نصل إلى بر الأمان؟ لا يمكننا أن نمسك الأمور من الوسط في علاقة فاشلة، لا يمكن القول بأننا سنبقى على اتصال للاطمئنان على بعضنا وأننا سنكون أصدقاء وغيرها. إن كنتِ تريدين تخطي هذه العلاقة عليك أن تتخلصي من كل ما يربطك بها.

  1. اثنان خير من واحد

حتى في هذه الظروف لا يتركنا الكتاب المقدس دون إرشاد، فهو يُعلّمنا أن اثنان خير من واحد، ابحثي عن صديقة قريبة منك تستطيعين أن تبوحي لها بكل مشاعرك، وأن تكوني شفافة معها، شخصية تفهمك وتتقبلك كما أنت، فتساندك وتساعدك في تخطي العلاقة الفاشلة وتشجعك على التقدم والنظر إلى ما هو أبعد في الأفق. لا تتركي نفسك للوحدة فهي الطريق نحو السقوط، اطلبي المساعدة واسمحي لمن يضعها الله في طريقك أن تسير معك جنبا إلى جنب. “اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً.لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ.” (أم9:4-10)

  1. انتعاش الروح والنفس

إن العلاقة الفاشلة تترك في نفسك جروح كثيرة والذكريات لابد أن تأتي وتحمل معها المشاعر وبالتالي قد تفكرين بالرجوع إلى شريك العلاقة الفاشلة، لكن لا تخافي فهذا لا يعني انك غير قادرة على الاستمرار، ولا يعني أنك ضعيفة أمامه. فالماضي جزء منك والذكريات حقيقية وموجودة في ذهنك ومشاعرك، وكل ما تحتاجينه لشفاء هذه المشاعر والذكريات أن تسمحي لله في هذه الفترة أن يشفي نفسيتك ويجعلها نفسية مزدهرة، فهو سيشرق عليك بشمس البر والشفاء.

  1. إعطاء نفسك الوقت

لا تهربي من الفشل والألم؛ لا تسرعي في البحث عن شريك آخر يملأ فراغك، تأكدي أن الشخص الوحيد القادر على فعل ذلك هو الله. كلما شعرنا بتعب أو مرض جسدي زرنا الطبيب فينصحنا باستخدام الدواء لفترة معينة أو ينصحنا بقسط من الراحة، وكما أن جسدك يحتاج وقت للشفاء كذلك نفسك قد تحتاج لوقت أكثر. كوني صبورة وأعطي نفسك الوقت الكافي للشفاء ومواجهة الفشل.

  1. خوضي مغامرة جديدة

أن تكوني في علاقة عاطفية ليس هو الحلم الأكبر ولا الهدف الأسمى. تأملي في مستقبلك، وامتلكي حلماً وخططي واسعي إلى تحقيقه. هذا هو الوقت المناسب للتفكير بإيجابية، هو الوقت الذي يساعدك على اكتشاف جوانب جديدة في شخصيتك، ومواهبك وقدراتك. وهو وقت مثالي للخروج والتنزه ومحادثة صديقاتك وبناء علاقات جديدة. تمتعي بأمورك الصغيرة التي قد أهملتها، تأملي بالطبيعة، سافري وأبحري كوني حرة واستمتعي مع نفسك.

  1. المحبة الحقيقية في الله

قصدت أن أكتب في النهاية عن حب الله لك، لكنه هو الأول والآخر مصدر الحب الحقيقي. عزيزتي المحبوبة على قلب الاب هو من يقول لك أنه أحبك محبة أبدية، فقد اهتم الله بأن يُعبّر عن حبه لك واعتنائه بك. هو الشخص الذي تستطيعي أن تبني معه علاقة لا يوجد فيها فشل لأنه لم يعطك روح الفشل بل روح المحبة والنصح. لا يوجد شبع بعيد عن الله لا يوجد حرية دون روح الله فتعالي اليوم بكل قلبك، وتعبك، وألمك، وفشلك، واحتياجك واسكبيها عنده.