بقلم ساندرين هلال
أخصائية تربوية ونفسية
حياتنا متغيرة وليست ثابتة تشبه تماما فصول السنة، حياتنا مواسم…
أحياناً تشبه الربيع و تزهو فيه الأشياء الجميلة التي تفرح قلبنا… وأحياناً تكون مثل الصيف الذي يجعلنا نفكر بالراحة والاستجمام فيه …
وهناك مواسم أخرى لحياتنا تكون جميلة ونشعر فيها بالدفيء مثل الشتاء الذي يحمل المطر والبركات بعد القحط والجفاف…
ومن منا لا ينتظر مطراً في حياته؟
رغم ذلك هناك مواسم أخرى قد تكون صعبة علينا … مثل الخريف حين تبدأ أوراق الشجر بالتساقط وتأتي الظروف الصعبة لتسقط كل ما هو جميل … وتصبح حياتنا بلا ورق، ونراها بلا معنى…
هنا تبدأ الحيرة، ومشاعر الشك المتناقضة. و نبدأ بالحزن والتفكير والتساؤل:
هل ستبقى حياتنا خريفاً؟
هل سنبقى كشجر بلا ورق؟
لماذا فقدنا كل ماهو جميل؟
ونتساءل …
هل ستعود حياتنا كما كانت، بعد الخسارة؟
هل يمكننا النهوض؟
هل يمكننا أن نزهر مرة أخرى؟ أم فقدنا الأمل والرجاء في مستقبل أفضل؟
في هذه المرحلة تغزو عقولنا العديد من الأفكار التي تجعلنا نتخبط، ويصعب علينا تصديق أن هناك أجمل ينتظرنا. وأن هذا الذي سقط لعوامل متعددة قد نكون نحن السبب فيه، وقد تكون عوامل خارجة عن سيطرتنا.
وتكون النتيجة أن نفقد ثقتنا بالعديد من الأشخاص والظروف، ويبقى الله مصدر ثقتنا الوحيد وثقتنا بأنفسنا أننا نستطيع النهوض من جديد.
وتذكري…
هذا ما هو إلا بداية لسقوط كل ما لا يلزمك …. سقوط أوراق قد نشفت …. وقد حان الوقت لتلبسي حياتك بأوراق جديدة تناسب وقتك الحاضر…
اصبري واجتهدي وأعلني أنه ابتدأ المشوار…
كما يقول المثل “من بعد الضيق يأتي الفرج” فلا يمكن للضيق أن يستمر، ولا يمكن للفرح أن يستمر في حياة شخص هذه هي الحياة…
دعينا نتعلم من هذه العواصف التي قد نعتقد أنها تحطم كل شيء جميل … ونغير نظرتنا كي نرى أن هذه الأمور تغيرنا نحن وتغيّر من شخصياتنا، إن قبلنا نحن التغيير …. لأن المواسم الصعبة تخلق فينا صراعاً مع أنفسنا… صراعاً شديد الصعوبة ينتج عنه ردود أفعالنا سواء الاستسلام أم المواجهة …
إن آمنت أنك تستطيعين النهوض من جديد سوف تنهضي، فلا تطلقي على نفسكِ كلمات الفشل التي قد تقود سلوكك مثل “أنا خلص تدمرت” أو “كل شيء انتهى” بل تحلي بالعزيمة والإصرار ومعهم الاجتهاد لتري بنفسك التعويض بالموسم الجديد…