ميرنا اسحق

لقد كنت دائما أقف على جانب الطريق وانظر خلفي، وأقول يا ليتني أعود إلى الماضي، وأحيانا أود الهرب إلى المستقبل. أرفض الحاضر باستمرار. لم أكن أعلم ما يدور في داخلي. وعندما وقع كتاب الصورة الذاتية بين يدي، أصبحت أعلم جزء من الحقيقية التي رفضتها باستمرار كما كنت أرفض نفسي.

لم أكن أستطيع أن أقبل أي إطراء جميل يُقال لي، وكنت أشعر في أعماقي أنني لا استحق، كما أنني لم أستطع أن أُحب نفسي كما هي في كل مرحلة أكون بها، كنت أشعر بالنقص المستمر، فهناك صوت داخلي يقول لي هذه كذبة لا تصديقها. نعم، في أعماقي وأفكاري كان هناك صورة مشوهة عن ذاتي.

واليوم سوف أضع بين يديكِ قارئتي العزيزة ملخصاً مختصراً عن هذا الكتاب الرائع، لكي أترك لكِ فرصة للاستمتاع، وكم أتمنى لكِ قراءة ممتعة ومفيدة.

يتناول كتاب الصورة الذاتية موضوع أفكارنا عن أنفسنا. التي غالبا لا نعيها ولا نفحصها لنتأكد إن كانت صحيحة أم خاطئة، لأنها جزء من شخصياتنا. وعلى الرغم من أنها أفكار، فإننا نتعامل معها على أنها حقائق، وتكمن الخطورة في أنها تؤثر في طريقة تعاملنا مع هذا العالم. يتطرق الكتاب إلى العناصر التي تساهم في تكوين الصورة الذاتية.

فيتحدث الكتاب عن مرحلة الطفولة التي تؤثر بشكل أساسي في تكوين الصورة الذاتية، حيث أن التنشئة في الطفولة والمراهقة تُعتبر من أهم العوامل التي تُشكل جزء كبير منها.

ويتحدث أيضاً عن مرحلة الرشد، ومدى تأثيرها على صورتنا الذاتية، مثل خبرات الفشل والنجاح، والعلاقات الإنسانية الحميمة، والقيم السائدة بالمجتمع، والمظهر الخارجي الذي يشمل شكل الجسم والملابس والذي يُشكل ضغطاً نفسياً كبيراً لبعض من الناس.

يتساءل الكاتب ما نتائج الخوف من الفشل؟ وكيف أستطيع أن أتغلب على الخوف من الفشل؟ كما ويتناول عن بعض الأمور التي تمنعننا من المحاولة وتعيق تقدمنا إلى الأمام، ولكنه يطرح الحلول وطرق التعامل، ويُفصّل لنا المفهوم الحقيقي للنجاح والذي يستطيع أن يُقربني أكثر إلى الواقع بعيد عن الصور والأفكار الذهنية المترسخة في أعماقي.

وعندما لا استطيع أن أقبل نفسي، سوف أدخل في دائرة الخوف من رفض الآخر لي، فأسعى لكي أرضي من حولي وأدخل في علاقات اعتمادية، أو أصبح شخصاً محباً للسيطرة في العلاقات ويحب التمسك في زمام الأمور.

على الصعيد الآخر يطرح الدكتور أوسم وصفي جزءاً من هذا الكتاب بعنوان “عدو بداخلك”،والأساليب التي يمكن أن نستخدمها والأفكار التي تأسرنا والتي نستخدمها لحماية أنفسنا بطريقة وهمية، كما وقدّم لنا أهم المبادئ الروحية لقبول أنفسنا.