بقلم دينا كتناشو-مديرة دار الكتاب المقدس الناصرة
توصي كلمة الله النساء الأكبر سناً بتعليم النساء الحدثات أو الأصغر سناً بأن يظهرن اكرامهن وطاعتهن لكلمة الله عن طريق محبتهن لأزواجهن وأبنائهن. فلقد صمم الله الزواج ليعكس مجده ومقاصده الفدائية. لكن الشيطان قام بزعزعة أساسات تلك المؤسسة المقدسة عندما شن خطته الماكرة عن طريق الاقتراب من امرأة متزوجة. فقد كذٌب عليها بشأن الخطية وعواقبها. وبعد أن صدقت المرأة أكاذيب الشيطان، توجهت إلى زوجها وقادته الى الخطيئة معها. وقد كانت عواقب ذلك على زواجهما مريعة بالفعل!
وهكذا، فإن هذه العلاقة التي قصد الله منها أن تكون مفرحة ومثمرة وحميمة بين الرجل والمرأة وإلهها قد أصبحت الآن ساحة معركة. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا هو حال الزيجات في كل مكان. لكن قصد الله للزواج المثالي هو ان يختار كل من الزوج والزوجة أن يحبوا الأشياء التي يُحبها الله وبالتالي، أن يتباركوا بغنى بالعلاقة الحميمة القائمة بينهما كما كان مقدر لهما في تكوين 2 :24. كزوجات، يمكننا دائما أن نحظى بزيجات رائعة رغم كوننا غير كاملين. وأن نتشجع على أن نصبح كما يريدنا المسيح. ان نسعى بكل محبة لتلبية أعمق الاحتياجات لدى أزواجنا.
لكن ما هي هذه الاحتياجات العميقة؟
من المعروف ان جميع الازواج لديهم ثلاثة إحتياجات لا غنى عنها في الزواج
- جميع الأزواج يحتاجون للمحبة الروحية. اول نصيحة أعطيها لك. أحبي زوجك روحيا عن طريق إتباع قيادته والخضوع له. فكلمة الله توصي كل زوجة مسيحية بأن تخضع لزوجها كما للمسيح. يكمن سر الخضوع الكامل في مدى احترامنا لأزواجنا. ان موقف الزوجة التي تحترم زوجها هو مطلب رئيسي للخضوع النابع من قلب محب. فحينما تكون الفتاه تريد امتلاك قلب حبيبها قبل الزواج فإنها تظهر له هذا الموقف بصورة دائمة مما يدفع الشاب الى التجاوب بشكل تلقائي معها بكل محبة واهتمام ورعاية. لكن بعد الزواج تصبح الزوجة دائمة الانشغال بالأولاد والبيت مما يدفعها الى إهمال أهم مسؤولياتها الزوجية ألا وهي حاجة زوجها لمحبتها ورفقتها.
- جميع الازواج يحتاجون للمحبة الجسدية. اروي زوجك بمحبتك. لقد قام الله بإنشاء العلاقة الجنسية الحميمة بين الزوجين قبل السقوط وأعلن أن ذلك “حسن جداً” (تكوين 1: 27-28، 31). وقد وضع الله هذه العلاقة لأجل متعة الزوجين ومن أجل التناسل ولأجل حمايتهما أيضاُ. والله يحدد ممارسة هذه العلاقة الجنسية في إطار العلاقة الزوجية فقط. ” واما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها: فحسن للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن لسبب ليكن واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها” (1 كورنثوس 7: 1-2). ويعتبر الجنس من الحاجات الملحة والدائمة لدى غالبية الرجال . وهذه الاحتياجات الجنسية القوية هي هبة من الله للإنسان لكي يسهم في استمرار الجنس البشري. ويجب على الزوجة أن تعرف ان احتياجات زوجها الجنسية بحاجة للانطلاق والتحرر بصورة منتظمة من أجل تجنب التأثيرات السلبية في أدائه الفكري والبدني. أن هذا يضع مسؤولية علينا كزوجات بأن تفهم حاجة الرجل الدائمة لوجود علاقة جنسية حميمة ومشبعة مع زوجته. فأن خطة الله تقضي بأن تعتني انت باحتياجات زوجك الجنسية القوية على انها مشاعر جميلة وليس على أنها رغبات انانية. وهكذا فأن المرأة الحكيمة والمباركة هي التي تعمل على تلبية احتياجات زوجها الجنسية التي وهبه الله اياها عوضاً عن تجاهلها أو التخوف منها او مقاومتها. وتلبي هذه الاحتياجات بصورة تتوافق مع المحبة المتبادلة بينهما والمتوافقة مع كلمة الله المقدسة.
- جميع الأزواج يحتاجون للمحبة العقلية والعاطفية. من أفضل الطرق لإظهار احترامنا وتشجيعنا لأزواجنا هي أن نبدي إعجابنا بهم. الاحترام أحد أعمق الاحتياجات لدى الرجل وهو أساس جميع العلاقات السليمة. إن الاحترام يعني أن نعامل بعضنا البعض بطريقة تنمّ عن التقدير والكرامة. ويجب علينا أن ندرك أن احترام شخص ما هو خيار وقرار وتعهد وعمل نابع من أرادتنا أي أننا نقول لأنفسنا بما أن الله يحب ذلك الشخص ويحفظ كرامته فيجب علٌيَ أن أفعل الشيء نفسه انا أيضاً. لهذا حتى لو قام زوجك بإغاظتك يجب أن تتذكري أن احترامك له ينبع من نظرتك الى شخصه هو وليس الى ما يفعله.
لقد دعاك الله كزوجة أن تعرفي احتياجات زوجك وتكوني معيناً له. وعن طريق محبتك واحترامك فإنك تُظهرين محبتك واحترامك لله العظيم أيضاٌ. لكن كيف يمكنك مساعدة زوجك وجعل زواجك سعيدا؟ الاجابة هي عن طريق محبتك لزوجك بطريقة عملية. وفيما يلي أهم إحدى عشرة طريقة مقترحة لتقوية علاقتك بزوجك:
- اطلبي رأي زوجك دوماً في الأمور المتعلقة بحياة العائلة.
- تذكري الاشياء الخاصة التي يُحبها زوجك واحرصي على تلبيتها.
- أظهري إعجابك وتقديرك لشخصية زوجك وصفاته الحسنة.
- أظهري إعجابك وتقديرك للعمل الذي يقوم به.
- تعلمي عدم توجيه ردود فعل سلبية مباشرة.
- لا تبخلي على زوجك بعبارات المديح والثناء. لم لا تبدئي بتوجيه ثلاث عبارات مديح لزوجك في اليوم الواحد تعبيراً عن شكرك وامتنانك له ولما يقوله أو يفعله. جربي ذلك لمدة 30 يوماً وشاهدي ما يمكن للرب أن يفعله من خلال هذه الخدمة الرائعة التي تقدمينها لزوجك!
- إحرصي على زيادة فهمك وإدراكك لأهداف زوجك الشخصية واجعليه يعرف أنك تصلين لأجل أهدافه الشخصية وأنك على استعداد تام لمساعدته في تحقيقها.
- أظهري اعجابك وتقديرك لزوجك بطرق اخرى غير لفظية. إليك بعض الطرق غير الكلامية التي يمكنك استخدامها للتعبير عن اعجابك بزوجك وتقديرك له ومدى أهميته بالنسبة لك:
- راعي زوجك عند عودته من عمله. لا تبدئي على الفور بالحديث عن مشاكسة الاطفال أو مدى تعبك وإرهاقك.
- كوني جميلة وجذابة عند عودته الى البيت.
- قومي بإعداد وجبات طعام شهية لزوجك وأبنائك. ابذلي مزيداً من الجهد لجعل وقت تناول الطعام وقتاً عائلياً مميزاً. زيني المائدة بالمحارم الورقية وأضيئي الشموع من حين لآخر وضعي بعض الترانيم الجميلة. أشكري الله على انك ستقدمين وجبة طعام شهية لأعز الأشخاص على قلبك في هذا العالم.
- اظهري اهتمامك بعالمه خارج البيت. إطرحي عليه بعض الأسئلة عن عمله ونشاطاته ومشاكله وإنجازاته.
- أظهري انتباهك إليه عن طريق تثبيت عينيك عليه خلال الحديث. لا تنشغلي بتدوين قائمة المشتريات بل أتركي كل شيء حينما تجدينه راغباً في التحدث إليك.
- من المهم جداً أن تكوني مُرهفة الحس تجاه توقعات زوجك. يمكن للتوقعات أن تصير واحدة من العوامل المُدمرة بين الزوجين. لذلك لا تتوقعي من زوجك أن يكون شخصاً آخر ولا تتوقعي منه أن يكون “سوبرمان” أو أن يكون الرسول بولس بل أحبيه لشخصه ولكونه أميناً ومخلصاً لك.
- لا تسمحي لأي شخص أو شيء ان يدق إسفيناً بينك وبين زوجك بل اطلبي مسامحته حينما تخطئين في حقه. لأن كلمة الله تُعلمنا قائلة “لا تغرب الشمس على غيظكم”.
- تعلمي أن تكوني أكبر مصدر لتشجيعه عن طريق سماحك لله أن يملأك بالتسبيح. أشكري الله على شريك حياتك الذي وهبك أياه. وتعلمي أن تكوني ايجابية في مواقفك كما تفعلين مع زملائك في العمل أو صديقاتك؛ كذلك زوجك يستحق منك الشيء نفسه بل أكثر.
- قرري نوعية المحبة التي ستمارسينها مع زوجك. فالمحبة الحقيقية لا تركز على الأخذ بل على العطاء. والمحبة الكتابية هي خيار نقوم به نحن من أجل تسديد احتياجات شريك حياتنا.
وأخيرا لقد احبك الله محبة عظيمة لدرجة أنه بذل ابنه الوحيد لأجلك. وهكذا فإن تنمية محبتك الحقيقية من نحو زوجك تعني أن تبدئي برؤيته وتقديره بذات الطريقة التي يفعلها الله معنا. وهذا يعني أن تختاري ان تهتمي بزوجك لأنه خليقة الله ولأن الله يحبه. لذلك اتخذي قرارك الآن بأن تسيري إما في طريقك أو في الطريق الذي رسمه الله لك. وحينما تُطيعين ما ورد في كلمة الله عندها سيكافئك الله بفيض من الفرح والسلام.