بقلم شادية قبطي

 

يدعو يسوع المؤمنين أن يُحبوا بعضهم بعضا، ونحن مدعوون إخوة وأخوات. إن إحدى التعابير عن الحب الأخوي هو الصداقة. ويمكن للصداقات أن تكون بين النساء والنساء أو الرجال والرجال، أو النساء والرجال. ولكن كيف يمكننا التعبير عن الصداقة بين الشباب والشابات الفلسطينيين في ثقافتنا؟ بحسب تجربتي وخبرتي في العمل مع الشباب الفلسطيني المسيحي، لا يوجد هناك إجابة واحدة على هذا السؤال، والإجابات الموجودة هي نتيجة إيماننا وثقافاتنا مجتمعة.

 

ينبغي لنا أن ننظر إلى ما يقوله الكتاب المقدس بشأن الصداقات السليمة بين الشبان والشابات، وهي موضوع جيد للنقاش في مجموعتك الشبابية والكنيسة. فلقد صنع يسوع صداقات شخصية وعميقة مع كل من الرجال والنساء. ولكل كنيسة اقتناعاتها الخاصة ونهجها المتبع في هذه المسألة. ونفس الشيء يمكن أن يقال عن ثقافتنا؛ فأولئك الذين يعيشون في المدينة يفكرون في هذا الأمر بشكل مختلف عن أولئك الذين يعيشون في القرية. إذ تعد دراسة الطريقة التي يتفاعل فيها الرجال والنساء مع أفراد أسرتهم المباشرين مؤشرا جيدا لكيفية تصور ثقافتنا للصداقات بين الشبان والشابات. كيف يتفاعل الوالدين مع بعضهما البعض؟ وهل يملك الوالدين أصدقاء من الجنس الآخر؟ وكيف يبدو لك ذلك؟

 

تحتاج الصداقات بين الشبان والشابات إلى الانسجام مع كل من المعايير الثقافية الفلسطينية وتعاليم الكتاب المقدس، حول هذا الموضوع، بطريقة تحترم الوجهتين معا، ويتم التعبير عن هذا على المستوى الشخصي وعلى المستوى الطائفي. أود هنا اقتراح بعض النقاط التي يجب أن تتمسكوا بها بينما تشكلون وجهات النظر الخاصة بكم حول الصداقة السليمة بين الشاب الفلسطيني والشابة الفلسطينية.

 

علاقة الصداقة السليمة بين الشبان والشابات الفلسطينيين:

 

  1. امتلاك نوايا طيبة

تلعب الصداقات دورا هاما في تطوير هوية المرء الشخصية والمجتمعية. فنحن نختار أصدقائنا على أساس القيم المشتركة التي تستمر في تشكيل والتأثير على وجهات نظرنا. في هذا العصر، نشكل نحن هويتنا الخاصة بنا وصفاتنا بشكل منفصل عن عائلتنا، وإيجاد الأصدقاء هو عملية محورية في مساعدتنا على اكتشاف أنفسنا.

 

  1. حساسيتنا لمحيط تواجدنا

يأخذ اختيارنا لأصدقائنا بعين الاعتبار ثقافات وتقاليد محيطنا. أي إذا كان التقاء الرجل والمرأة وحدهما أمرا غير مقبولا، فإن خروجهم ضمن مجموعة يمكن أن يكون ملائم أكثر.

 

  1. عدم امتلاك أجندة خفية

كثقافة تدور حول الزواج، فإنه أمر لا مفر منه من أن تنظر المرأة إلى الرجال كأزواج محتملين، وأن ينظر الرجل أيضا إلى النساء كزوجات محتملات؛ فإنه من المهم توضيح نوايا صداقاتنا. فلا يمكن للصداقة أن تبقى صداقة إذا كانت توقعات أحد الطرفين أكثر من ذلك، فهذه العلاقة حينها لا يمكن أن تعد صداقة، إذ يجب علينا إما إعادة تعريفها أو إنهائها.

 

  1. هي حاجة للجميع بغض النظر عن الحالة الزوجية

نحن نميل إلى أن ننسى بأن العناية والمحبة هي ضروريات يسعى إليها كل إنسان، إذ لا تتغير حاجة الإنسان للصداقة عندما يتزوج، وينبغي لنا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار.

 

في الختام، إننا كبشر، نملك جميعنا صداقات في حياتنا في مراحلها المختلفة، إن امتلاك الأصدقاء شيء مهم، فهم يقفون معنا في أوقات سعادتنا وفي أوقات حزننا، إنها لنعمة أن نجد أصدقاء جيدين، مذكرين أنفسنا بأن لله شعبا خاصا وضعهم في حياتنا من أجل أغراضه هو.