النمذجة في عصر التكنولوجيا وتأثيرها على علاقاتنا
بقلم: الاخصائية النفسية أ. ساندرين هلال، مديرة سايكولوجي اليوم للإرشاد.
منذ قديم الزمان وعلى مر العصور اهتم الكثير من العلماء والأفراد بالعلاقات الإنسانية، فالفرد كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده دون علاقات. والعلاقات الإنسانية متنوعة و مختلفة بطبيعتها وبمجالها، فيوجد علاقات مهنية، وأسرية، واجتماعية والزمالة وغيرها. وتتأثر هذه العلاقات بالبيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد وأيضاً باختلاف الثقافة والعصور ولا ننسى تأثير التطور التكنولوجي وإتاحة وسائل التواصل الاجتماعي.
ونظراً لأن احدى طرق أو وسائل التعلم هي النمذجة، بما معناه وجود نموذج أمامنا، فنلاحظ التأثير على العلاقات بكل ما نسمع ونرى وننشأ عليه من خلال هذه النماذج، ومن بعض الأمثلة على هذه النماذج تبدأ في الأسرة مع الأب والأم ومن ثم المؤسسة التربوية كالمعلم وثم نتأثر بكل من الأصدقاء والزملاء والسوشيال ميديا.
ومن هنا، أحاول أن أجيز بهذا المقال أهمية وجود علاقات سويّة وصحيّة، تترك أثراً ايجابياً بنّاءًا في حياتنا، لذلك هناك أهمية لتحديد من يكونوا من دوائرنا المقربة، لأننا إن شئنا أم أبينا، فسوف نتأثر ونتعلّم بالنماذج الموجودة حولنا، وبالتالي نعكس ذلك النموذج الذي اقتدينا به. فنحن يمكننا رؤية ذلك من خلال أولادنا وعائلاتنا، فهم يتعلمون من أقوالنا وأفعالنا ومن حياتنا المرئية أمامهم.
كما نرى تأثير النمذجة من خلال شبكات التواصل التي تؤثر بدورها على أفكارنا وتوجهات حياتنا. لذا من الضروري أن نُقيّم كل ما نشاهده ونتعرّض له لأننا بطريقة غير مباشرة نتأثر به. فيؤثر على نظرتنا لأنفسنا، وتضع تلك النماذج معايير غير صحية لأسلوب حياتنا و تقييمنا لذاتنا و شكلنا و إنجازنا.
بعض المقترحات لاختيار النماذج المناسبة:
١. انتبهي للعلاقات الموجودة في محيطك، وحياتك، وحدّدي نوعية الأشخاص الذين تختارين أن يكونوا مقربين منكِ.
٢. انتقِ ما تشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
٣. كوني نموذجاً مؤثراً لغيرك وفي محيطكِ.
٥. قيّمي باستمرار من تتأثرين بهم.