بقلم مي النجار

أم لثلاثة أميرات، أعشق وجودهن في حياتي. باركني الله بثلاث بنات من زوجي وحبيبي الذي تباركت أولاً به، لكي تكتمل فرحة هذه العائلة بابنتنا وعطية الله الأولى لنا ابنتنا البكر(حلا)، بحلاها حلّت لنا دنيتنا وتذوقنا طعم وجمال وحنية البنت وطعم الابوّة والامومة. ولشدة حبنا لها وتقديرنا وامتناننا لهذه العطية زادنا الله بأميرة ثانية (جولي) بنكهة مختلفة من الجمال والحنية، وبعد ثلاث سنوات جدّد الله لنا كرمه بأميرة ثالثة (ليان)، لتُضيف لعائلتنا المزيد من الحياة والجمال والحب والأنوثة. فأصبحن زينة هذا البيت السعيد وهدية الله لنا وميراثه لنا على الأرض (هوذا البنون ميراث من عند الرب) مز127: 3.

لا أستطيع إلا أن أتغزل وأمتدح كل واحدة منهن على حدًا، فلكل واحدة شكلها الخاص ونكهتها وصفاتها المختلفة عن الأخرى. فيحق لأُم تعشق بناتها أن تتغزل وتتغنى بهن. وكم أنا محظوظة وسعيدة بهنّ وكم أنا مستكفية بوجودهن في حياتي.

أما قصتي مع المجتمع خارج بيتي، فهي رؤيته للموضوع بطريقة تختلف عن رؤيتي الجميلة. يرى المجتمع أن عائلتي الجميلة وعلى الرغم من اعترافهم بأنها رائعة ولكنها ينقصها الابن الذكر، الذي هو وفقط هو سوف يحمل اسم اباه والعائلة.

لم نشعر أنا وزوجي أبداً بأن الأمر ناقص أو أن هناك أمر لم يكتمل، على العكس تماما. المجتمع الذي نعيش فيه يرى بأننا يجب أن نحاول أكثر لعلّ الله يرزقنا بهذا الابن ليأتي ويكمّل العائلة التي تبدو لهم أنها لم تكتمل بعد.

نحن في مجتمع عربي يهتم جدا لوجود الولد في العائلة ويعتبرونه الأكثر اهمية، لا بل ويعتقدون بأن الولد هو الوارث والحامل الوحيدلاسم الاب واسم العائلة. ولاحظت بأن العائلة التي لديها أبناء ذكور ولم ترزق ببنات، لم تتعرض لضغط من المجتمع بأن يكون لديها طفلة فتاة، فالمهم والأهم هو الولد.

بالنسبة لي الأمر لا يزعجني أبداً، فقناعتي أنا وزوجي بما لدينا كبيرة ونشكر الله لأنه أكرمنا بعطايا رائعة ولم نشترط عليه بنوع العطية، بل أخذناها بقلب راضٍ وشاكر ومكتفي.

في حالتي أنا اعتقد بأنني وزوجي لدينا نفس الفكر فيما يخص هذا الشأن، وهذا ما يساعدني بأن أتقبل وأتخطى أي محاولة من المجتمع بالحديث معي ومحاولة اقناعي بهذا الموضوع. لو لم يكن زوجي مقتنع بنفس ما أفكر ومكتفي بما لدينا لا بل هو الذي يصر ويقول بأن الله لو أراد ان يعطينا الولد لأعطانا، هذا الدعم الكبيرمن زوجي يجعلني قادرة على تحمّل ضغط المجتمع المستمر.

في حديث لي مع زوجي عن هذا الامر، كان لنا خلاصة رائعة فيما يتعلق بالموضوع وهو بأن ما يجب أن نهتم به كأهل هو كيف يمكننا أن نؤمّن حياة كريمة لأطفالنا وليس الاهتمام بجنس الولد لكي نُرضي المجتمع. لما لا نهتم بطريقة تربية أطفالنا وحبنا لهم وإنشائنا لجيل نزرع فيه التنشئة الصالحة والاخلاق والايمان بالله؟ وننسى الاهتمام بجنس الطفل، الذي ليس مهم كيف سيكون في المستقبل بل المهم ان يحمل اسم العائلة.

اشكري الله من أجل العطية التي حددها لكِ هو، اقبليها بفرح وشكر واهتمي بها كما يجب، لتُنشئي جيل يتطلع للإله المُعطي. وتذكري بأن الأولاد وكل ما لدينا من الله هي وزنات علينا الاهتمام بها بطريقة تُرضي الله، لأن تلك الوزنات سوف نُسأل عنها في نهاية الأمر إن كُنّا راعيناها كما يجب أم تذمرنا عليها لأنها لم تُعجبنا وكنا نتوق لعطية لم تكن لنا ولم يكن الله يريدها لنا؟