من كتاب الأمومة مسؤولية وليست دور- بقلم مدلين سارة أخصائية تربية ومستشارة نفسية
هناك أربع أنواع لأنماط الأمومة المستخدمة داخل الأسرة
- الأم ذات النمط الديمقراطي المتفاوض: وهي الأم التي تستخدم الضبط المتشدد مع الأطفال ولكنها تُشجّع تقوية الصلة بينها وبين طفلها، وتسمح بتداول الرأي في إطار القوانين والقواعد السائدة في الأسرة.
- الأم ذات النمط الدكتاتوري المتسلط: وهي الأم التي تلزم الأطفال بالطاعة والخضوع لها خضوعاً تاماً بما يوافق مصلحة الأسرة. فهي تلزم الأطفال بقواعد جامدة وتفرض أوامر ونواهي معيّنة، وفي هذه الحال لا يشارك الأطفال إلّا على نطاق ضيّق في قرارات الأسرة.
- الأم المتساهلة: وهي تلك الأم التي تمارس ضبطاً ضعيفاَ على أبناءها بالرغم من صدوره عن عاطفة حميمة.
- الأم غير المبالية: وهي الأم التي تمارس الحد الأدنى من ضبط أطفالها. فعنايتها ضئيلة بدورها كأم وعاطفتها ضيّقة أو معدومة نحو طفلها.
ومن الجدير معرفته أن لكل نمط أثر واضح وقوي في حياة أطفالنا وأي نوعية من البشرية نحن ننشئ
- النمط الذي يعتمد الديمقراطية والمفاوضة، ينشئ أطفالاً يعتمدون على ذواتهم ويتمالكون نفوسهم ومؤهلون اجتماعياً.
- النمط الديكتاتوري الاستبدادي، ينشئ أطفالاً منسحبين من المجتمع مصابين بالخوف ويعتمدون على الآخرين ومزاجيين ومتمرّدين وسريعي الغضب.
- النمط المتساهل، ربما ينشئ أطفالاً متمردين وعدوانيين ويطلقون العنان لأهوائهم ومتهورين وغير منسجمين مع المجتمع. ولربما كان بعضهم ذوي نشاط وخلّاقين ومتفوقين ولكنهم يتميّزون بدرجة منخفضة من النضوج العاطفي.
- النمط غير المكترث واللامبالي، ينشئ أطفالاً مقترنون بالحركة العدوانية، ويظهرون الإفقار إلى الدفء العاطفي ويعانون من نقص في الحنان والحب والشعور بالأمان. فإن الطفل ينشئ في هذا النمط ينقاد وراء أشد النزوات تدميراً.
أي أسلوب يشير إليه الكتاب المقدس؟
حين نتفحص نصوص الكتاب المقدس يطالعنا حديث بعضها عن التربية عامة وعن الأمومة خاصة. إليكِ بعض النصوص الموجودة في صفحات الكتاب المقدس:
ففي سفر الأمثال 22: 15 “الجهالة مرتبطة بقلب الولد. عصا التأديب تبعدها عنه.”
وكذا من أمثال 23: 12: 14 “لا تمنع التأديب عن الولد لأنك إن ضربته بعصا لا يموت؟ تضربه أنت بعصا فتنقذ نفسه من الهاوية.”
وكذلك في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس6: 4 “وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربّوهم بتأديب الرب وإنذاره.”
وفي 1 تيموثاوس 3: 4 “يدبر بيته حسناً وله أولاد في الخضوع بكل وقار.”
تحمل هذه النصوص رسائل واضحة عن التأديب، وكأن الكتاب المقدس يحث على أهمية هذا الموضوع؟ ولكن ماذا عن المحبة ودفئ العاطفة؟ أليس ثمة نص يتحدث عن المحبة نحو أطفالنا؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال، علينا أن نفهم ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين 12: 5-6 “يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تَخُر إذا وبخك. لأن الذي يحبّه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله.” في الواقع هنا كلمة مفتاحية تجيبنا على سؤالنا وهي “يحبه الرب” أي الذي يحبه الرب هو الذي يؤدبه، فإن كنت تتساهلين مع أخطاء طفلك فاعلمي أنم لا تحبينه بالقدر الكافي. فافحصي في البداية مدى حبك له. فإن هذه النصوص جميعها تتناول المحبة، فالمحبة هي أساسها. فإذا أردت أن تؤدبي أطفالك وكان الموضوع يثير اهتمامك فأنت تحبينهم، فالمحبة لا تعني الضبط فقط وهي لا تعني التساهل وعدم المبالاة، بل المحبة والتأديب، المحبة والعقاب، المحبة والتوجيه، المحبة والإرشاد. هذا تماماً ما يفعله الرب نحونا، فهو يحبنا، غير أنه لا يمتنع عن تأديبنا.
إذا كان الرب يسلك هذا المسلك نحو الأبناء الذين يخرجون من مشيئته أو الذين ينحرفون عن السلوك القويم، فإن عليك إذن أن تتخذي من ذلك مثالاً ولكن قد تقولي لنفسك الآن أنك فعلاً تحبين طفلك وأيضاً تعاقبينه، ومع ذلك فلست تجدين ثماراً. بدايةً أجيبِ على هذا الأسئلة: هل أنت موقنة ومتأكدة من محبة الرب لك؟ وكيف يمكن أن يكون أطفالك على يقين أنك تحبينهم؟ هل لأنك تعلنين لطفلك عن محبتك باستمرار؟ إذ يقول الكتاب المقدس في رسالة يوحنا الأولى 3: 18 “يا أولادي لا تحب بالكلام لا باللسان بل بالعمل والحق.”
وترى ماذا يعني بالعمل والحق؟ فهل هناك أساليب ووسائط أخرى لأعبّر لطفلي عن محبتي له؟ إليكِ بعض الأسئلة لاستشارة تفكيرك ولتعميق تأملك بالموضوع.
- كيف يمكنك التأكد أن كل من الآتية يحبك حباً حقيقياً:
- زوجك
- صديقة حميمة
- جيرانك وأصدقائك
- كيف تظهرين أنت محبتك واهتمامك لكل من هؤلاء:
- زوجك
- صديقة حميمة
- جيرانك وأصدقائك
- هل ثمة موقف تريدين فيه من زوجك أو أي شخص قريب أن يظهر لك محبة أكثر؟ بأي صورة؟
الآن فكري في هذه الأمور التي تتعلق بطفلك.
- كيف تظهرين محبتك له؟
- هل أنت واثقة أن طفلك يشعر أنه محبوب وأنه في أمان؟ إذا كان الجواب نعم، كيف تتأكدين من ذلك؟
- ضعي دائرة حول الأمور التي تقومين بها مع طفلك (على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع)
- تلعبين معه ساعة على الأقل
- تصحبينه إلى الملعب
- تحضنيه وتقبليه
- تقرئين له قصة
- تدعين أصدقائه للعب معه
- تخبرينه كلامياً مدى حبك له
- تحدثيه حديثاً عاماً
- ترقصين وتغنين معه
- تمارسين المزاح والضحك معه