من كتاب فرح العائلة الممتلئة بالكلمة تأليف د. جون س بارنيت

الزوجة الممتلئة بالكلمة تحب زوجها عاطفيا عن طريق احترامه وتشجيعه. من أفضل الطرق لإظهار احترامنا وتشجيعنا لأزواجنا هي أن نُبدي إعجابنا بهم. لاحظ ما يقوله الرسول بولس: ” فإنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً المتوكلات على الله، يُزين أنفسَهُنّ خاضعات لرجالهنَّ، كما كانت سارة تُطيعُ إبراهيم داعيةً إياه سيدها……” (1بطرس3: 5-6)

هل سبق لك وأن تعجّبت من كيفية تحليق الطائرة بكل هذه الحُمولة في الجو دون عناءٍ ملحوظ؟ إن الإجابة عن هذا التساؤل تكمن في وجود قوانين فيزيائية في هذا العالم الذي نعيش فيه! وما ينطبق على الطبيعة والكون ينطبق علينا نحن البشر أيضاً حيث توجد قوانين أو مبادئ أساسية للعلاقات مثل “مبدأ الاحترام”. فالناس ينجذبون للأشخاص الذين يحترمونهم ويبتعدون عن الأشخاص الذين يُعاملونهم بكبرياء. وبصفتي زوجة راعي كنيسة منذ أكثر من عشرين سنة، فقد التقيت بعشرات النساء اللواتي جئن طلباً للمساعدة لأنَّ أزواجهن لم يعودوا يقضون أي أوقات معهن! لهذا، أعتقد أن الوقت قد حان لكي نقوم جميعنا بفحص علاقاتنا. وأود أن ألفت نظر الزوجات هنا إلى أنَّ الاحترام – وهو أحد أعمق الاحتياجات لدى الرجل – هو أساس جميع العلاقات السليمة. ولعلَّ هذا هو السبب الذي جعل الله يوصي الزوجات في كلمته المقدسة بأن يُظهرن احترامهن أو تقديرهنّ لأزواجهن. كما أن الرسول بطرس يقول إنّ احترام الزوجة لزوجها يمكن أن يدفعه إلى الأمام على الصعيد الروحي أيضاً.

إن كلمة “احترام” أو “تقدير” في الكتاب المقدس تعني في الأساس: “إظهار المكانة الرفيعة للشخص المقابل”. فحينما تتحدث كلمة الله عن “مخافة الله” فهذا يعني ببساطة أنه يجب علينا أن نُعطي الله مكانته المرموقة عن طريق جعله الأول على حياتنا؛ فهذه هي بداية الحكمة. ويجب علينا أن ندرك أن احترام شخص ما هو خيار، وقرار، وتعهّد، وعمل نابع من إرادتنا؛ أي أننا نقول لأنفسنا: بما أن الله يُحب ذلك الشخص ويحفظ كرامته، فيجب عليّ أن أفعل الشيء نفسه أنا أيضاً. لهذا، حتّى لو قام زوجك بإغاظتك، أو الإساءة إليك، أو تجاهلك، يجب عليك أن تتذكري أنّ الاحترام يُشبه المحبة في كونه غير مشروط.

يميل الرجال إلى الانجذاب إلى الأشخاص الذين يحترمونهم ويُقدرونهم. لذلك، إن كان زوجك لا يقضي وقتاً جيداً معك، فربما تكتشف الأسئلة التالية عن واحدٍ أو أكثر من الأسباب الكامنة وراء ذلك. كوني صادقة مع نفسك أثناء تفكيرك بهذه الأسئلة.

  1. هل تُبدين إعجاباً بالرجال الآخرين أكثر من إعجابك بزوجك؟ قد يكون زوجك متألماً في أعماقه بسبب تقديرك للرجال الآخرين. فإن كُنت تنطقين بعبارات مثل: “هل رأيت الخاتم الذي كانت تلبسه ساندي في الحفلة؟ أتدري أن زوجها هو الذي اشتراه لها بمناسبة عيد زواجهما الخامس؟” فربما يفهم زوجك من كلامك أنك تعتقدين أنه أقل نجاحاً أو أقل عطاءً من زوج ساندي.

إذا كنت تقارنين زوجك برجل آخر فقد يفهم زوجك من هذه المقارنة أنك معجبة بالشخص الآخر أكثر منه هو. وفي حقيقة الأمر أنّ بعض الرجال يمتنعون عن الذهاب إلى الكنيسة بسبب اعتقادهم بأنهم لن يتمكنوا من الوصول إلى مستوى أولئك الرجال الذين تتباهى زوجاتهم بهم كل يوم أحد. وما من شكّ أنّ بعض العبارات والجمل لا تساعد مطلقاً في بنيان الزوج (مثل:” إنّ راعي الكنيسة يقود عائلته يومياً في الصلاة والتأمل في كلمة الرب في تمام الساعة السابعة صباحاً”. لذلك، احذري من إهانة زوجك عن طريق الكلمات والعبارات الطائشة لأنّ الرجل يتحسسّ بشكل خاص حينما يقوم أي شخص بانتقاد عمله، أو أصدقائه، أو قدراته. وهكذا، احرصي على عدم امتداح أي رجل آخر إلاّ إذا امتدحت زوجك بصورة أكبر.

  1. هل تنقدين شخصيته أو تصرفاته أمام الآخرين؟ قد تكون هذه الانتقادات قاسية جداً إذا ما قمت بها أمام أهله، أو أصدقائه، أو أبنائه. ويقول علماء السلوك إنه من غير المقبول بتاتاً أن تُقلل من شأن شخص ما أمام الآخرين. لذلك، يمكنني القول بكل ثقة إنه ما من شيء يجرح الزوج أكثر من أنّ تنتقده زوجته أمام أصدقائه أو أبنائه.
  2. هل تمارسين أسلوب الإلحاح المزعج على زوجك؟ الإلحاح المزعج “النق” هو مُصطلح آخر للتعبير عن الضغط الذي تمارسه الزوجة مما يجعله يشعر بعدم كفاءته وعدم قدرته على تحمل المسؤولية. وهناك مثل أجنبي يقول إن المرأة اللحوحة أو “النقاقة” بمساعدة زوجها على القيام بمسؤولياته فإنّها تُفقده كل رغبة في القيام بأي عمل. وحينما تستمرين في “النق” على زوجك فاعلمي أنه سيبحث عن أشخاص آخرين لا يُذكرونه دوماً بضعفاته. كذلك، لا تَنسِ أبداً أنّ تعبيرات وجهك ونبرة صوتك لهما قدرة هائلة على رفع معنويات زوجك أو هدمها.
  3. هل تُشككين دوماً في خياراته أو قراراته؟ فعلى سبيل المثال، إذا قرّر زوجك أن يذهب لإصلاح سيارته في صباح يوم السبت فهل تسألينه:” هل ينبغي عليك حقاً أن تذهب اليوم؟” فبسؤالك هذا فإنك تُلمحين له بأنك لا تتفقين معه في الرأي. فإن كنت تمارسين هذا الأسلوب مع زوجك بصورة دائمة فاعلمي أنه ما من أحد يحب أن يسمع مثل هذه التعليقات!
  4. هل تُقاطعين زوجك أو تُصححينه أثناء حديثة؟ هل سبق لك وأن استمعت إلى امرأة تُقاطع زوجها بين الحين والآخر لكي تُنهي بنفسها كل جُملة يقولها؟ في الحقيقة أن هذه هي إحدى العادات السيئة الموجودة لدى العديد من الزوجات سواء كُنَّ يفعلن ذلك بصورة مُتعمدة أو غير مُتعمدة. لذلك، إن كنت واحدة من هؤلاء الزوجات فاتخذي قراراً حاسماً الآن بأنك ستُفسحين المجال لزوجك لإكمال حديثه دون مقاطعته أو تصحيحه – لا سيّما أمام الآخرين. فقد رأيت رجالاً ينسحبون من الحياة الاجتماعية بسبب عدم كياسة زوجاتهم في الحديث. لذلك، أود هنا أن أشجعك بأنّ الله قادر على أن يُعطيكِ الحكمة التي تحتاجين إليها لضبط لسانك والنُطق بمعسول الكلام.
  5. هل تذكرين أي شيء تذمّرت منه في هذا الأسبوع سواء كان يتعلق بجدول عمله، أو الكيفية التي سيقضي بها أوقات فراغه، أو الوقت الذي يقضيه مع أبنائه، أو المهام التي تريدينه أن يقوم بها؟

إنّ مفعول التذّمر شبيهٌ جداً بمفعول الإلحاح المزعج “النق” حيث أنه قادر على جعل الشخص المقابل يهرب إلى أشخاص آخرين أو أماكن أخرى. وهكذا، إذا كنت تُعانين من هذه العادة السيئة فارفعي صلاتك إلى الرب وضعي الأمر بين يديه لأنه يهتم بكل تفاصيل حياتك. وإن كانت الحاجة تدعو لمناقشة الأمر مع زوجك فسوف يُرتب الرب الزمان والمكان المناسبين للتحدث بهذا الشأن. كذلك، يجب عليك أن تتذكري أنّ التذمّر ينتقل بالعدوى – تماماً كما حدث مع العبرانيين في البريّة. لهذا، في كلّ مرّة توشكين فيها على التذمّر، حاولي أن تبحثي عن شيء واحد تشكرين الله عليه.