بقلم فاديا سعد
هل تجدين صعوبة في أن تقولي لا للآخرين؟ هل تشعرين بالذنب حين تخصصين وقتاً لنفسك؟ هل أنتِ مثقلة بالمسؤوليات؟ إذا كانت إجابتك نعم عن أي من هذه الأسئلة، فربما أنت ممن يحاولن إسعاد الآخرين على حساب أنفسهن، فماذا ينفعكِ حين يسرق الآخرين سعادتك؟
تحاول الكثير من النساء إرضاء وإسعاد الجميع، قد يكون لعدة أسباب ومنها عدم تلقيهن الاهتمام اللازم منذ نعومة أظافرهن، فهن يكبرن ونادراً ما يشعرن أنهن يستحقن معاملة أفضل وأن يحبهن الآخرين ويقدرونهن من أجل أنفسهن لا لشيءٍ آخر. كما يعتقدن أن عليهن اكتساب قيمتهن من الآخرين وهذا ما يدفعهن إلى السعي نحو إرضاء الآخرين.
أنا متأكدة أن العديد من هؤلاء النساء يتمنين معرفة كيف يقفن في وجه العالم، ولكن ما يمنعهن هو الخوف من مضايقة الآخرين وأن يصفونهنّ بأنهنّ عدوانيات. أعلم أنه من السهل أن نقول نعم، بينما من داخلنا لكم أردنا أن نقول لا، للعائلة والأصدقاء حتى لأبنائنا، ولكن نسعى دائماً لإسعادهم لمحبتنا لهم وخوفاً من أن يظنوا أننا سيئات أو متغطرسات أو أمهات لا مباليات.
سيدتي، هناك أخبار سارة من أجلك، ولكن أنت فقط من تستطيعين التحرر وتحطيم هذه القيود وإليكِ بعض الخطوات الإيجابية:
1- يجب عليكِ أن تنمي الجانب الروحي في حياتك عن طريق التكلم مع الرب وتوطيد علاقتك به، أن تشكريه على صلاحه. إن كنتِ على علاقة به من قبل فاعملي على أن تزداد هذه العلاقة عمقاً وأن تنضمي إلى مجموعات ترفعكِ، أما المجموعات أو الأجواء التي تتسم بالإدانة والنفاق فهي لا تناسب من تسعى لإرضاء الآخرين وتحاول أن ترفع من تقديرها لذاتها.
2- تحدثي مع نفسك دائماً بإيجابية، عليكِ أن تُسكتي الأصوات السلبية التي تدور دائماً داخل رأسك والتي على الأرجح صادرة من طفلة الماضي الصغيرة الساكنة بداخلك. فكري بالأشياء الرائعة التي بداخلك وتخلصي من أحاديثك وأفكارك السلبية مع نفسك. فكري دائماً بإيجابية وابنيها على الأساس الذي قالهُ بولس الرسول في رسالتهِ إلى أهل فيلبي: “كُلُّ مَا هُوَ حَقٌ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا.”
3- توقفي عن لعبة المقارنة مع صديقاتك، وزميلاتكِ، وجيرانك وكل من في حياتك، فعلى الرغم من أنك تهتمين بمشاعرهم وحقوقهم إلا أنهم لا يعنيهم من أمرك شيئاً. فما تعتقدينه عن نفسك أهم من ذلك بكثير.
تخوض الكثير من النساءغمار الحياة ولا قوة لهن إلا كلمة (لا) ، فيا لها من كلمة رائعة فلا يوجد شيء مفيد أو رائع في حياة تفتقر إلى القوة. فليتكِ تختبرين هذه القوة، خذي خطوة صغيرة إلى الأمام وستتحول إلى وثبة عملاقة تجاه حياة أفضل.
عزيزتي، إن كنت ممن يسعين لإرضاء الآخرين وإسعادهم وتجدين صعوبة في قول كلمة (لا) أنصحكِ بقراءة هذا الكتاب لأنهُ سيساعدكِ على أن تكوني امرأة حازمة بينما تحتفظين في شخصيتك كامرأة تسعى لإرضاء الآخرين وإسعادهم، لذا قولي وداعاً للشعور بالذنب واستقبلي شخصيتك الجديدة بفرح.