ميرنا اسحق

نحن نعيش اليوم في عالم مزدحم بالأفكار والمعلومات التي تُطرح من قبل المفكرين والقادة والذي يُقدّم كل منهم فكره بطريقة مختلفة لتوجيه الآخرين والتأثير بهم. فالقيادة تختلف بين الفاعلية والعجز، الصواب والخطأ. ونحن اليوم كمسيحين علينا أن نفهم القيادة من منظور كتابي، وهذا هو محتوى الكتاب. 

فكل شخص قبِل المسيح دون استثناء مدعو ليحمل رسالة إلى العالم والتأثير بمن حوله ليحقق مقاصد الله. سوف يأخذك الكتاب عزيزتي في فصله الأول الى الدعوة الإلهية، فكل شخص مسيحي لديه دعوة لكن أقلاء من يتحركون بها قد يكون لمشغولية الحياة أو لمحورية الذات. يطرح هذا الفصل أن التكليف والدعوة هي من عند الله وهو لا يبحث فقط عن قادة يشعرون بالكفاءة على القيادة، بل الذين يسمحون لروح الله أن تقودهم، ويعطينا أمثلة عن دعوات بعض الأنبياء كموسى وإرميا وجدعون.

ويكمل الكتاب تسلسله الرائع ويتعمق إلى فكر مصادر قوة القائد، فيذكر الشركة مع الله ودراسة الكلمة والتأمل بها وغيرها، مُشبهاً أن قوة القائد مثل الطاقة الإحتياطية التي تقتنيها المؤسسات والمستشفيات بقصد تشغيلها في حالة انقطاع التيار الكهربائي. فالطاقة وطرق استعمالها يُمثلان نقطة الحرج في المجتمع الصناعي وكذا طاقة القائد الجدير بالثقة، إذ أن أرواح البشر متعلّقة به.

ينتقل الكتاب ليأخذنا إلى الحياة الداخلية للقائد، وهي تلك الصفات المميزة التي لا بد أن يتّسم بها في الحياة الداخلية، ومنها القداسة والتواضع، فهي التي تقرر نجاحه أم فشله فإذا لم يحافظ على تواضعه واتسم بالتكبر فهو مُعرّض لخطر السقوط وقد قدّم الكتاب المقدس أمثلة عديدة عن أخطاء وقع بها رجال الله أدت إلى سقوطهم.

أنتِ مدعوة لتكوني قائدة في مكانك ولمن حولك أينما كنتِ في كل دوائر حياتك، فهذا الكتاب سيساعدك على فهم فكر الله نحوك والتي يجب أن تتحلي بها كقائدة في دائرتك. عزيزتي أشجعك أن تخصصي وقتاً لقراءة هذا الكتاب الغني الذي سيساعدك على تغيير فكرك وتخطي تحدياتك الفكرية نحو مواهبك أولا ونحو قدراتك ثانياً وتبني أفكار سماوية عن نفسك.