بقلم فيرا أبو سعدى

منسقة البرامج المجتمعية والثقافية في جمعية الشبان المسيحية

قصة واقعية من قضايا البيت الآمن- بيت ساحور

العنف هو ظاهرة ملازمة للمجتمعات الذكورية واذ كنا نشعر ان هذه الظاهرة قدتفاقمت في ايامنا هذه، فإن ذلك يعود إلى عدة مستجدات:

أولها أن المرأة قد خطت بضع خطوات الى الامام بحيث اصبحت تعبر عن نفسها وعن معاناتها. ومنذ حوالي سبع سنوات مضت تفاقمت حوادث القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة، والعديد من قضايا الإرث والطلاق.

بالنسبة للأسباب فهي عديدة ومتنوعة. منها احساس الرجل بأن شيئًا يمس كرامته ويطعن برجولته مثل توجيه كلام جارح أو اهانات. وتذكيره بإحباطه وفشله.والشك والغيرة المرضية، ضغوطات خارجية، وضع اقتصادي سيء واحباطات المحيطين، تدخل اهل الزوجين …الخ.

فمن القضايا التي توجهت للبيت الآمن امرأة وهي واحدة من الكثيرات، أرادت أن ترفع صوتها عالياً وتقول:”لا للظلم ولا للعنف.”

تزوجت من رجل احبته كثيرًا وحلمت معه ان الحياة ملكها للنهاية وأنها ترعاه وتحبه للأبد كأي فتاة تحلم بذلك.

وبعد مرور سنة من الزواج وكل مرة اقول لنفسي هذه الاخيرة ازمة وتعدي فلماذا افضح نفسي، وماذا اقول للناس؟ وفي الحديث قالت:”انني أحاول أن أغفر له في كل الاحيان لأني احبه، ولكنه استغل حبي له وطيبتي. اتعرض للضرب يوميًا وبشكل وحشي. يمارس معي الجنس كأنني حيوانة ولست زوجته. واقضي ليالي مرتعبة خوفًا مما سيحصل في اليوم التالي. اسأل نفسي لماذا تحول الى وحش ولماذا أزال القناع الجميل بعد خمسة شهور من الزواج؟

جسدي لم يحتمل، بقع زرقاء،وتورم في وجهي،ودماء يوميًا. لم اعد احتمل، لقد اعطيته كل ما املك وكتبت له كل ما ارث من اهلي. لم ارفض له طلبًا حتى لو على حساب حياتي. انتظر يوميًا ما هو عقابي الآتي.

وفي ليلة طلب مني بعض المعدات التي لم تتوفر في البيت، خفت كثيرًا، سألته لماذا ولم يجبني، فلم اجلب له ما طلبه من رعبي وخوفي، فذهب وأتى بحبل ومرابط، حاولت الهرب من البيت فأقفل علي كل مخرج، كنت اصرخ ولم يسمعني احد.

فدخل الى غرفة النوم وربطني وكأني خروف جاهز للذبح ومارس معي الجنس بطريقة لم يحتملها البشر. وعند الصباح ات امي لزيارتي فرأت وجهي المزرق وسألتني ما بك وماذا حصل؟صارحتها بكل ما حصل معي في الاشهر السابقة.ماذا تتوقعون ردة فعلها؟؟؟ قالت لي تحملي بلاش فضائح.

وبعدها قررت ان اخرج واحرر نفسي، هربت من البيت وتوجهت الى مركز الشرطة. وتم اخذ اقوالي ومعاينتي عند طبيب نفسي لاني كنت في وضع نفسي وصحي سيء. وتحولت الى البيت الآمن الذي من هنا انطلقت وتم رفع دعوى ضده واخذت الطلاق.

وها أنا اليومأكمل دراستي وسأكمل حياتي، من هنا ابتدأ مشواري، واشكر كل من الاخصائيات اللواتي هنّ قدوة لهذا المجتمع المليء بالفساد من امثال زوجي وغيره. انا لم اتجاوز الخامسة والعشرين، وسأبني حياتي واعلم جميع النساء المعنفات ان يصرخن ويقلن لا وألف لا. لنا حق العيش بسلام ومحبة كغيرنا من البشر ولا نقبل بأي ظلم ثانيةً.

وضحكت قائلة:

“لم أكن سعيدة في حياتي كما أنا اليوم. أنا امرأة قوية حاليًا ومتعلمة وسأستمر ما دام لي قلب ينبض.”