السينما هي فن راقي جداً يُعالج قضايا اجتماعية وحياتية حقيقية وواقعية بطريقة جذّابة ومُسليّة. فيلمنا لهذا العدد مبني على أحداث قصة حقيقية وقعت عام 2006 في أمريكا.

تدور أحداث الفيلم عن إليزابيث شوفالتي تتعرّض للاختطاف من قبل رجل مريض نفسي ومتحرّش جنسي، يختطفها ويضعها في قبو تحت الأرض في غابة بعيدة بضعة أميال عن منزلها لمدة 10 أيام.

عاشت اليزابيث ابنة ال 14 عاماً كابوساً حقيقياً، حيث تعرّضت للاغتصاب عدة مرات ورُبّطت بسلاسل حديدية في قبو مُظلم تحت الأرض. تستمر أحداث الفيلم ونرى عائلتها والشرطة المحليّة تبحث عنها بقلق في كل مكان بينما هي تواجه مُغتصب مُختلّ لوحدها على بُعد دقائق من منزلها!

تُفاجئنا الفتاة المراهقة بحنكتها وطريقة تعاملها مع مُختطفها، ما جعلها تنجو بحياتها في فترة احتجازها، حيث قامت بعدة محاولات لجعل الرجل الذي اختطفها يثق بها، اقنعته بأنها تُحبّه وأنها سعيدة لتواجدها معه في القبو، تكتسب ثقته ليسمح لها بأن تقوم بما تريده بما في ذلك الخروج بين الحين والآخر من القبو لاستنشاق بعض الهواء، واستعمال هاتفه النقال، الذي تستخدمه للتواصل مع أهلها.

تسير الأحداث التي لن أذكر تفاصيلها أكثر لكي تستمعي بنفسك بأحداث الفيلم، وفي النهاية تستطيع اليزابيث الهروب من القبو والعودة إلى عائلتها، ويتم القبض على الجاني.

مفاجئات الحياة وتحدياتها تختلف من شخص إلى آخر ومن بلد إلى آخر ومن عمر إلى آخر، لكنها تؤثر علينا كنساء بشكل أو بآخر، المهم ليس ما مررنا به بل ماذا فعلنا لكي نتخطاه؟ ماذا فعلنا للمضي قدماً بحياتنا؟ تُعلّمنا هذه الفتاة الصغيرة الكثير، فهي بذكاء حاد لا أدري كيف استطاعت استجماعه في ظل الظروف التي كانت تحيط بها، استطاعت أن تُسيّر ظروفها لصالحها وأن تكسب ثقة مُختطفها وأن تنجو بحياتها في النهاية، ليتنا نتعلّم أن نُسيّر ظروف حياتنا الصعبة والمعقدة لصالحنا وأن نعمل جاهدين للخروج منها بانتصار وبأقل الخسائر الممكنة.