بقلم: الأخصائية النفسية أ. ساندرين هلال مديرة سايكولوجي اليوم للإرشاد
إنها رحلة الحياة!
تبدأ بالطفولة وتمر بلحظات ومحطات، منها المفصلية ومنها السريعة، لكنها كلها بأدق تفاصيلها تشكل في داخل أعماقنا، وجوهرنا، وذواتنا وتُقدمنا نحو مستقبلنا.
بدأت رحلتي حين أدركت هدفي ورؤيتي لمجتمعي. إذ لا يمكننا الوصول إن لم نعرف توجهنا، هنا ندرك خارطة الطريق التي علينا أن نسلك فيها. فحين أدركت أن هدفي ورؤيتي هو التأثير بالمجتمع من خلال تمكين الأشخاص ليكونوا أنفسهم، باكتشاف قدراتهم، وتطوير شخصيتهم، ليعيشوا التوازن والصحة النفسية ، هنا أبصرت الهدف والرؤية!
عندها تساءلت كيف يمكنني تحقيق الهدف بطرق عملية واقعية؟ حينها استنرت وبدأت العمل على التأثير من خلال لقاءات وتدريبات جماعية لكافة الفئات، واتخذت خطوة عملية، ومن هنا انطلقت “سايكولوجي اليوم” وبدأت رحلة التأثير!
حياتنا ليست ثابتة، بل متغيرة ولا يمكن أن تسير الأمور بشكل مثالي دون معوقات ومطبات أثناء الطريق. ولكنها كانت مصدر اصرار وتحدي، وألزمتني بالمثابرة ناظرة للرؤية، وموجهة أعيني وتركيزي نحو الهدف وليس المعيق. ولم أهمل المطبات بل تعاملت معها، فلم أسمح لها أن تجعلني أهتز و أتأرجح ، بل أضفتُ دعامات تثبت الاهتزاز لكي أضمن التقدم والاستمرارية والثبات.
تهدف لقاءاتنا وبرامج الإرشاد الجماعي مع السيدات إلى أن تجد كل امرأة نفسها الضائعة بين أعباء الحياة ومسؤولياتها ، وأن تتعرف على مواهبها وتعيش حياتها بشكل سوي نفسياً. كما أعمل على بناء الشخصية وتطوير الذات لأني اؤمن وبشدة أننا نحتاج أن نعمل على كافة الأصعدة من الناحية النفسية بثلاث نواحي:
- الناحية النمائية، للأشخاص الأسوياء العاديين، وذلك من خلال توفير تدريبات وورشات عمل تهدف لتنمية الشخصية والقدرات.
- الناحية الوقائية، للأسوياء وذلك من خلال تثقيف وتوعية مسبقة لكيفية التعامل مع الضغوط وتجاوزها. والتي تهدف لبناء الحصانة أو المناعة النفسية التي يحتاجها الفرد قبل حدوث الحدث، تماماً كتطعيم نفسي لحمايته مثال التطعيم الجسدي للوقاية من الأمراض.
- الناحية الارشادية والعلاجية، وذلك من خلال جلسات الإرشاد والجلسات العلاجية التي تعمل على خفض حدة التوتر والقلق والاضطراب، وتأهيل الأشخاص لمواجهة وتجاوز المحن والأزمات، ومعالجة الأمور التي تعيق تقدمهم وممارسة حياتهم الروتينية، وتجعلهم عاجزين فكرياً.
عندما يتحرك الفرد نحو الهدف بشكل مُركّز ومُهدّف حتماً سنرى الأشخاص يتقدمون بالحياة غير عالقين في أماكن أو زوايا محددة. وهذا هو التأثير الذي أود أن أراه بالمجتمع الذي يُشكّل بصمة تدخل الأعماق وتلمس الاحتياج.
وهنا أترككِ مع بعض الإرشادات للتعامل مع المطبات:
- اعرفي نفسكِ وماذا تريدين.
- اجعلي هدفكِ رسالة تحبيها وتعيشين لأجلها كل يوم.
- لا تستسلمي أبداً، بل قاومي واجعلي المطب والتحدي مصدراً لتعلم الإصرار والاجتهاد والمثابرة.
- تعلمي التركيز على الهدف وضعي طاقتكِ فيه ولا تهدريها خارجاً.