كرستين ماريزيان

هناك أوقات كثيرة في حياتنا نرى فيها الأمور التي تحدث في العالم بشكل عام أو في حياتنا بشكل خاص، وكأننا نشاهد لقطات من فيلم رعب، فيه ظلام دامس لا نفهم ولا نرى نهاية الموضوع. أو كأننا نرى كابوساً وننتظر لينتهي ونستيقظ منه! تكون في داخلنا علامات تساؤل ونصرخ إلى لله ونقول له: إلى متى سأبقى في هذا الحال والوضع الصعب والمخيف؟

لذا أريد أن أشاركك أختي القارئة قصة حدثت مع الرسول بطرس في سفر أعمال الرسل (الإصحاح 12 : 1-18) آملة أن تكون سبب بركة وتغيير لكِ.

وضع هيرودس بطرس في السجن حتى يقدمه إلى الشعب كما فعل مع يعقوب، الذي قتله بالسيف لأنه رأى أن هذا يُرضي اليهود. كان بطرس في الليلة التي سبقت موعد تقديمه للشعب، نائماً بين عسكريين ومربوطاً بسلسلتين، والسجن تحت حراسة مشددة.

وعند منتصف الليل وبينما كان بطرس نائماً، أتاه ملاك الرب ليوقظه. وهنا أريد أن أقف وأشدد على كلمة “نائم”. يا بطرس أنت تعلم أن مصيرك في اليوم التالي هو القتل، وكنت نائماً؟؟ هنا أستطيع أن أرى تعزية الرسول بطرس وفرحه بفكرة لقائه بسيده يسوع المسيح سيد الأكوان. والشيء الآخر هو اطمئنانه بسبب اتكاله وتسليمه الكامل لمشيئة الرب، ولأنه موقن أن للرب الكلمة الأخيرة على حياته، لذا لا يهزه شيء ولا يهاب إنساناً مهما كانت لهذا الإنسان سلطة.

ربما أنتِ تواجهين ضغوطات، أو مشاكل، أو ضيقات أكثر مما تتحملين، لذا أريد أن أقول لكِ إن الرب يرى كل تعبك ويعرف آلامك التي مررتي أو ما زلتي تمرين بها.

صلاتي أن تسلمي أمرك للرب الذي بيده مصيرك وماسك وقابض قرعتك. وكما تقول الآية في مزمور 37: 5 “سلّم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجري.” لأنكِ في وقتها سوف تختبرين سلام وهدوء بطرس وهو نائم بالليل بين حارسين، لأنه يعرف أن له إلها عظيماً.

وتستمر القصة عندما جاءه ملاك الرب ليوقظه، سقطت السلسلتان من يديه وقال له: “البس نعليك، ومن ثم البس رداءك واتبعني.” فخرج بطرس وتبعه وهو يظن أنه يرى رؤية، ولكن عندما فتح له الملاك الباب الحديدي الذي يؤدي إلى المدينة، رجع إلى نفسه وقال: “هذا ملاك، والرب أرسله لينقذني من يد هيرودس.” فذهب بحذر إلى بيت مريم أم يوحنا، حيث كان كثيرون مجتمعون وهم يصلون من أجله. فطوال فترة مكوث بطرس في السجن، كانت تُرفع صلوات من أجله من الكنيسة. وهنا أريد أن أدعوكِ عزيزتي عندما تمرين بظروف صعبة، التجئي إلى أشخاص يحبون الرب ومشهود لهم، لكي يرفعوكِ بالصلاة ويصلون من أجلك، ويشجعوكِ ويرشدوكِ لأخذ خطوات حكيمة لبنائك.

لقد مرّ الرسول بطرس بظروف قاسية جداً ومهددة لحياته. وربما أنتِ أيضا عزيزتي القارئة تمرين الآن -خلال فترة الكورونا – بظروف قاسية. فالبعض خسر وظيفته ومصدر رزقه، والبعض فقد شخصاً عزيزاً عليه ويفتقده بشدة، والبعض أُصيب بالفيروس وشعر أن حياته مهددة والموت قريب منه.

لكن هناك اختيارين عليكِ أن تختاري بينهما؛ إما أن تشعري باليأس والإحباط وفقدان العزيمة، والهلع من المرض، والخوف من قلة الموارد المادية، والسلبية والتكلم بكلمات ليس فيها إيمان وايجابية بخصوص بلدنا أو عن سنة 2020 . أو أن تنظري بإيجابية وتشكري الرب على فرصة وجود العائلة معاً.

فلأول مرة منذ فترة طويلة تجتمعون كأهل مع أولادكم لوقت طويل في البيت، وأيضا هذه فرصة ليشعر الأولاد فيها بأمان أكثر وشبع بوجودكم معهم. وأيضا نتعلم درساً مهماً جدا وهو أن نكون أكثر اقتصاداً وتدبيراً في كيفية صرف الأموال المتاحة لنا لشراء الأمور الأساسية والاحتياجات الضرورية، وليس الرغبات وأمور ثانوية غير مهمة، لأننا وكلاء على أموالنا والرب سيحاسبنا عليها أيضا.

لذا أدعوكِ عزيزتي القارئة أن تأخذي قرارا جديا الآن وتختاري بأن تعيشي مسلّمةً أمرك للرب الذي له الكلمة الأخيرة، كما فعل بطرس عندما كان نائما ومطمئنا بالرغم من الوضع الصعب الذي كان فيه. وأن تحاولي أن تنطقي كلمات إيجابية فيها إيمان على حياتك ومستقبلك“لأن من فضلة القلب يتكلم اللسان.” لوقا 6: 45. لذا الهجي بكلمة الرب وتغذّي منها، وحاربي فيها وضعك، ولتختبري سلام الله العجيب بدلا من الكلام السلبي المحبط.

ولكِ أهدي هذه الكلمات، آملة أن تجدي فيها تشجيعا لك:

يا رب يلي عندك للموت مخارج و للمشاكل ألف حل

انشلني من ألمي وضيقي لأنه لا شيء عليك محال

الناس خايفة وقلقانة وهاكلة هم بكرا وشايلته كالأثقال

بس أنت وعدت أولادك انك تحمل عنهم كل الأحمال

فساعدنا نرتمي بحضنك ونتكل عليك ببساطة الأطفال

ويزيد إيماننا فيك ونتمسك بالوعود بدل صعوبة الأحوال

وحتى بوقت خوفنا خلي عيونا عليك مرفوعة للجبال

لأنه هناك بنلاقي نصرتنا وغلبتنا ومعونتا في فرح وابتهال