سوزان غبريس
أنا من محبي مشاهدة الأفلام، وبالأخص الأفلام المأخوذة من قصص حقيقية، فهذه الأفلام تكون أكثر عبرة وهادفة، وترتبط ارتباطاً كبيراً بواقع حياتنا، فتُلهمنا وتُشجعنا على الاستمرار رغم التحديات وتُعلمنا العيش بفرح.
هذا الفيلم مُقتبس عن قصة حقيقية تُشجعنا على المثابرة والاجتهاد دون توقف، في وجه كل تحديات الحياة بما فيها بعض الأشخاص السلبيين وتأثيرهم علينا. بالرغم من انهيار حياته وتدهورها، يبقى ويليام بطل الفيلم ثابتاً لا يستسلم.
تدور أحداث الفيلم حول عائلة غير مقتدرة مكونة من أب وأم، وصبية في سن المراهقة، وويليام الذي في المرحلة الثانوية وطفلة رضيعة، يسكنون في جنوب شرق أفريقيا بمنطقة تدعى مالاوي، حيث موارد التبغ وفساد الحكومة. يلتحق ويليام بمدرسة القرية، إلا أنه سرعان ما يُطرد من هناك بسبب عدم تسديد أقساط المدرسة رغم أنه يتمتع بذكاء تكنولوجي عالٍ.
يُمنع ويليام من الذهاب إلى المدرسة، ولكنه بطريقةٍ مُراوغة ينجح بإقناع أحد الأستاذة ليسمح له بالدخول إلى مكتبة المدرسة. ينهمك الفتى في قراءة الكتب التي تخص التكنولوجيا وخاصة في كيفية صنع مروحة هوائية / طاحونة ستساعد القرية فيما بعد.
وبسبب كثرة الفساد الحكومي الذين يقومون بقطف جميع المحاصيل وبيعها دون ترك أي شيء لأهالي القرية المساكين. ما يؤدي إلى حدوث بلبلة في القرية، وقيام العديد من الأشخاص بسرقة المحاصيل الموجودة في البيوت، بما فيها محاصيل عائلة ويليام أثناء تواجد الأب والأخ خارج المنزل، حيث يُهاجم مجموعة من الشباب المنزل ويقوموا بسرقة مخزون العائلة كله.
يحدث هدوء مؤقت في القرية بسبب هجرة معظم أهاليها خوفاً من السرقات والفساد الحكومي، وتبدأ العائلة بتخفيف وجباتها إلى وجبه واحدة في اليوم بسبب الفقر الشديد.
تستمر الأحداث المشوّقة جداً، والتي لن أذكر تفاصيلها لأنها تستحق المشاهدة والاستمتاع بسيرها. يواظب بطلنا على القراءة والبحث لعمل الطاحونة التي كان مؤمناً بأنها ستُنقذ القرية من الفقر والجوع، فينجح! وبالفعل يقوم بصنع طاحونة صغيرة الحجم بنجاح، ويبدأ بالتفكير من أجل عمل واحدة أخرى ضخمة. تستمر التحديات بالظهور أمامه والعراقيل بإعادته خطوات إلى الخلف في كل مرة يعتقد أنه نجح. ولكنه بإصراره وعزيمته ورغبته في إنقاذ عائلته وقريته، يحصل على المساعدة من أبيه وجميع أبناء القرية لصناعة الطاحونة الضخمة، وبالفعل ينجح ويليام، وتقوم الطاحونة بعمل رائع في إخراج الماء لسقي المحاصيل لتعود القرية لتنتعش من جديد.عندها يُصبح ويليام بطل القرية وتُعطيه المدرسة منح تعليمية ليُنهي دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية.
ترك هذا الفيلم بصمة في حياتي كي نسير إلى الأمام دون أن نيأس ونتوقف، وأن نتمسك في قُدراتنا ومواهبنا رغم العيان السلبي والفساد القائم. انتهى الفيلم بجملة أثارت إعجابي “الله مثل الريح يمس كل شيء”، أي أن الله موجود في كل مكان ولا يترك أبناءه يخزون. فثقيأن إلهك بقربكِ ويعرف احتياجاتكِ فيقويكِ لتصنعي المستحيلات.