أخصائية التغذية نادين سلمان انسطاس
تعاني العديد من الأمهات من مشكلة الانتقائية في تناول الطعام لأطفالهم. حيث تقلق الأم بسبب عدم تناول طفلها لبعض الأطعمة أو في بعض الحالات لجميع الأطعمة. كما نجد بعض الأطفال يتناولون نوع محدد من الطعام فقط ولفترات زمنية طويلة مع رفضهم لتجربة نوع جديد من الطعام.
كيف يعرف دكتور تغذية الأطفال الطفل الانتقائي بالأكل؟
يوجد عدة تعريفات للطفل الانتقائي بأكله، من أهمها هو رفض الطفل لتناول أصناف محددة من الأطعمة أو رفضه لتناول وجبات رئيسية خلال اليوم. كما يقوم الطفل الانتقائي باختيار أصناف محددة وقليلة جداً من الطعام ويرفض تجربة تذوق طعام جديد. بعض الأطفال الانتقائيين يعانون من نقص في الوزن، لكن غالبًا قد يكون وزن الطفل ضمن المعدل الطبيعي أو حتى فوق الطبيعي.
ما هي نسبة الأطفال الانتقائيين بالأكل ومن أي عمر تبدأ هذه المشكلة؟
يعاني من 10% إلى 50% من الأطفال من الانتقائية بالأكل. تبدأ هذه الظاهرة عادة في عمر السنتين وتزداد في عمر الثلاث سنوات بينما تبدأ بالانخفاض بالتدريج في عمر الخمس سنوات. مع ذلك، قد يستمر الطفل بالسلوك الانتقائي لعمر أكبر من ذلك في حالات قليلة.
ما هي أهم أسباب انتقائية الطفل بالأكل بحسب دكتور تغذية الأطفال؟
لا يوجد سبب واحد محدد يؤدي إلى انتقائية الطفل في اختياره للأكل، لكن ممكن أن تؤثر بعض العوامل في ذلك، من أهمها:
-
وجود مشاكل في المضغ أو البلع. عادة يكون سببها هو تأخير تقديم طعام صلب واعتماد الطعام المهروس أو المطحون لفترات طويلة. كما يمكن أن يعود السبب في ذلك إلى وجود مشكلة عضوية خاصة في الجهاز الهضمي لدى الطفل.
-
إجبار الطفل على تناول الطعام والضغط عليه لإتمام وجبته. مما ينشئ ردة فعل عكسية وعلاقة سلبية تجاه تناول الطعام.
-
تقديم نفس النوع من الطعام بشكل متكرر. هذا الأمر يؤدي إما لاعتياد الطفل على تناوله ورفضه لتجربة أنواع أخرى من الطعام. أو قد يؤدي إلى ملل الطفل في تناول الصنف ذاته من الطعام.
-
القلق الزائد من الأهل تجاه إطعام الطفل يزيد من حصول الانتقائية ويزيد من استمرارها لفترات أطول.
ما هي أهم نصائح دكتور تغذية الأطفال للتخلص من عادة الطفل الانتقائي بالأكل؟
-
على الأم معرفة كمية الطعام التي يحتاجها الطفل. عدد كبير من الأمهات يزيد من تقدير احتياج الطفل للطعام مما يزيد من قلقهن في عدم إكمال الطفل لطعامه.
-
عدم إجبار الطفل في تناول صنف محدد من الطعام وعدم إجباره لتكملة الوجبة بالكامل.
-
الالتزام بروتين وجبات محدد في ساعات محددة خلال اليوم. وذلك حتى يعتاد الطفل على الشعور بالجوع في أوقات الوجبات الرئيسية. في حال رفض الطفل التام لتناول الوجبة، يمكن للأم أن تقدم كمية أكبر من الوجبات الصغيرة (سناك) لضمان حصول الطفل على احتياجاته من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية.
-
الصبر على تقبل الطفل لنوع طعام جديد. عادة يكتشف الطفل الطعام من خلال لمسه وشمه وتذوقه قبل البدء في تناوله. ينصح بإعادة تقديم الصنف الجديد عدة مرات (قد تصل إلى عشرات المرات) حتى يتقبل الطفل تناوله.
-
تقديم الصنف الجديد من الطعام (نوع من الخضار على سبيل المثال) إلى جانب صنف يعتاد الطفل على تناوله. كإضافة البروكلي إلى المعكرونة بدلا من تقديمه وحده.
-
عدم التركيز على رأي الطفل في طعم الأكل المقدم والتركيز على رأيه في شكله، لونه، رائحته وطريقة تقديمه.
-
في حال رفض الطفل لتناول الأكل المحضر للعائلة، ينصح بعدم إعداد طعام مخصص للطفل مباشرة بعد رفضه للطعام المحضر للعائلة. وذلك حتى لا يعتاد على وجود بديل آخر بشكل مستمر.
-
مشاركة الطفل في إعداد الطعام وتقديمه. كما ينصح بمشاركته في شراء المستلزمات والخضار والفواكه.
-
عادة يقلد الطفل الأهل في اختياراته للطعام. تزداد نسبة وجود الطفل الانتقائي في حال رفض أحد الأبوين تناول أصناف محددة من الأكل. لذا ينصح أن يحاول الأهل تناول جميع أنواع الأطعمة أمام الطفل.
-
جلوس الطفل مع العائلة على مائدة الطعام حتى في حال عدم رغبته في تناول الطعام.
-
عدم تقديم المشروبات أو السناك بكثرة قبل الوجبة حتى يشعر الطفل بالجوع عند تناول الوجبة الرئيسية.
-
تقديم الطعام بأشكال وطرق مختلفة. يمكن تقطيع الخضار والفواكه بأشكال محببة للطفل. كما ينصح بتغيير طرق تقديم الطعام وتزيينه.
-
تقليل وجود ملهيات حول الطفل خلال تناوله للطعام، مثل تجنب الشاشات أثناء الأكل.
-
عدم تقديم الحلويات كنوع من المكافأة للطفل. هذا الأمر يزيد من شعور الطفل بأن الحلويات هي مكافأة وأمر إيجابي يجعله يرغب بتناوله للشعور بالسعادة.