بقلم ساندرين هلال مستشارة تربوية

نشأت الفتاة العربية في محيطها الأسري والاجتماعي على أنها يجب أن تكون مقيدة ومكبلة، وذلك خشية على الفتاة مما قد يواجهها من مخاطر واقعية تهدد سلامتها. ومع مرور الزمن وتطور المجتمعات العربية أصبح هناك دور للمرأة، وارتفعت مكانتها بعدما حققت إنجازات عظيمة في مختلف أنحاء العالم العربي على الكثير من الأصعدة. ولكن بالرغم من كل ذلك إلا أننا ما زلنا نجد في عصرنا ومجتمعاتنا العربية الكثير من التناقضات في الأفكار تجاه المرأة اليوم أو الفتاة العربية التي تقودها إلى تدني مستوى الثقة بالنفس لديها والاستهانة بقدراتها ومواهبها وإمكانياتها وما يمكنها تحقيقه وكيفية مساهمتها في تطوير المجتمع.

وبذلك أصبحنا نرى أننا نعيش كفتيات في عصر متناقض يشجّع تأهيل المرأة وفرص الحصول على العمل من جهة، ومن جهة أخرى مازلنا نرى التكبيل المجتمعي والأسري للفتاة.

فكثيراً ما تسمع الفتاة من الأسرة العديد من الكلمات السلبية التي تحطم ما بداخلها من طموحات وآمال، وكذلك كثيراً ما نرى الفرص تعطى كأولوية للرجل أو الشاب سواء في التعليم أو العمل من كلا الأسرة والمجتمع، ونرى بذلك التمييز في التفكير السائد أن نهاية الفتاة البيت، وإن أعطيت لها فرصة للعمل سوف تكون محظوظة، بينما الشاب تعطى له كل الأولويات والفرص المتاحة والدعم والاهتمام من قبل الأسرة والمجتمع بالتقدم والتطور لأنه هو من سيقود أسرة، وكأن المرأة غير شريكة معه بتنمية الأسرة والأبناء والمجتمع، مع أنها هي التي سيقع على عاتقها العمل والتربية والحكمة التي تحتاجها في تقدم أبنائها في الصرح العلمي أو العملي بالمجتمع.

من هنا نرى الغزو الفكري الذي ساد مجتمعاتنا العربية وأسرنا وأيضاً أنفسنا كفتيات لكي يقتل ويحطم بذلك أي أمل في التقدم وتحقيق الذات وتسود بذلك النمطية والرضى بواقع حياتنا، فمجتمعاتنا العربية بتقييدها للفتاة لا تدرك أنها تهدم التطور المجتمعي والأسري، وليس هذا فقط، بل تتراجع كثيراً لأن الفتاة هي امرأة المستقبل، وهي من تزرع القيم في الاطفال، والمرأة هي ثروة الأمم بما تزرعه وتنميه، فالمرأة هي صانعة الرجال، وصانعة الأجيال التي يسجلها التاريخ، بالإضافة إلى دورها وانجازاتها التي يمكنها ان تقدمها للمجتمع ومساهمتها في تنميته وتقدمه.

ومن هنا أطرح هذا السؤال على الفتاة المقيدة والمكبلة والتي تدفن نفسها تحت مقاييس ومعايير مجتمعية وأسرية متناقضة. ما سقف طموحاتك التي تسعين إليها في ظل الثقافة المجتمعية والأسرية السائدة؟ وكيف يمكنك ملاءمة نفسك في المجتمع القائم ومواجهة تحدياتك ومعيقات تقدمك؟

يمكن للفتاة العربية أن تسعى لتحقيق ذاتها وطموحاتها ما دامت على دراية كاملة بكافة حقوقها المجتمعية والأسرية، وأن المجتمع العربي السائد ما زال يعطي المرأة مكانة ولو ليست متساوية مع الرجل، يمكننا استغلال هذه الفرصة بالتقدم والنجاح وأخذ خطوات عملية للأمام بالمثابرة والانطلاق نحو الهدف لتحقيقه، لذلك تمسكي بحقوقك وطموحاتك وتوجهي نحو هدفك لتحقيقه، جاهدي لأجل انخراطك الكامل في المجتمع السائد لأنه بشخصيتك ونضجك ومعرفتك بنفسك ومجتمعك سوف تصلين لتحقيق ذاتك. اقتدي بأمثلة لنساء من نفس مجتمعك جاهدن وحاربن من أجل تحقيق أنفسهن والخروج من سقف النمطية في نهج الحياة.

بعض الإرشادات العملية:

  • ادرسي نفسك وقدراتك جيداً وما تريدين الوصول إليه.
  • اعرفي مجتمعك وثقافتك وكافة حقوقك جيداً.
  • ارفعي من سقف طموحاتك بحسب قدراتك.
  • اقبلي التحدي بمثابرة وفرح.
  • انطلقي نحو الهدف.